هل ستطرد زوجتي من المستشفى؟!

هل ستطرد زوجتي من المستشفى؟!
«امتياز» مغترب يعمل في إحدى المنشآت التجارية، تغرّب ليدّخر لبيت العمر في بلاده، يكابد وحيدًا في ضيافة (الجدران الصامتة)، لا يراه أو يسمعه سوى الخالق العظيم.. في رحلة مضيئة بالمعاني والأحاسيس، تلخّص فيها معنى الكفاح.. حاول بنقوده القليلة البقاء في هذا البلد الطيب، ومدان عرفًا وخلقًا ونظامًا لمصدر رزقه، شاب من أولئك الوافدين الذين سعوا على جناح الطموح العاصف ليخرقوا المجهول، وليبنوا فيه صروح غدهم، إلاَّ أنه رغم كل كفاح الحياة تعرّضت زوجته إلى مرض أدخلها في غيبوبة تامّة. يصرخ «امتياز» المغترب بأعلى حبل في حنجرته كانهدام مئة بناية، صوته حاد كأنه طائر أبيض لم تنبت له أجنحة في قاع بئر عميق نضبت فيه المياه.. من ضخامة فاتورة المستشفى الحكومي، يستغيث ولا من مجيب! وإنّه لما يحزّ في وجدان أيّ امرئ عاقل مهما كان دخل ذلك المغترب، كيف يدفع تلك الفاتورة التي قيمتها عشرات أضعاف مرتبه! نعم تعاطف سكان العمارة، والمنشأة التي يعمل فيها في البداية، إلاَّ أنهم ما لبثوا أن غفوا عن قصة الزوجة الذابلة كوردة في مزهرية لا ماء فيها، وأصبحت الحادثة بعد شهور كالجرح المنسي، والسعي وراء تحقيق الأحلام. هل ستطرد زوجتي من المستشفى الحكومي؟! كان يسألني «امتياز» بدموع سخية كانت تكفي لغسل خطايا كل مَن كانوا معي، يتابع امتياز بصوت حزين مهما تحسن عليها أهل الخير، الفاتورة ضخمة جدًّا! شعرت بانكسار وحشي ينتابني، فعذاب ذلك المغترب المضاعف، ووجعه -للأسف- يعبّر وبعفوية سوداء عن حقيقة ما نحن فيه.. بحلقت فيه، وتمتمت، إحساسي بالغيظ لم ولن يصادر مني فضيلةَ التفاؤُل، أو يُكرهني على (تعميم) أن بلادي خيرها يمتد من الخليج للمحيط.. فالناس ليسُوا سواء! وسأبقى -بإذن الله- متَفائِلةً بإطلاق نظام التأمين الطبي العام للمقيم والمواطن، رغم مدَادِ الغيظ الذي رُسمِتْه معاناة امتياز المغترب. من جانب آخر، صرخة مكتومة متى سينفذ التأمين الطبي للمرافقين؟ فكرة موجودة قابلة للتطبيق، تحتاج إلى مسؤول ليجعل منها حقيقة.. ولعل الشراع يفيق!!

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!