في عالم المليار جائع!

في عالم المليار جائع!
طالبت لجنة الزراعة والأمن الغذائي في غرفة الرياض التجارية الصناعية بإنشاء كيانات تعمل على تدوير الغذاء الفائض، وإعادة تصنيعه وتوزيعه بشكل مناسب. هذا الخبر ذكّرني بحجم النفايات سنويًّا في المملكة الذي بلغ 23 مليون طن بحسب إحصائية 2010م، ومن العجب أن نسبة 50% من هذه النفايات هي بقايا الطعام! في عالم يعاني 842 مليون شخص ليس لديهم ما يكفي من الطعام ليأكلوه، ويعيش نحو 98 بالمائة منهم في البلدان النامية! ويؤدّي نقص التغذية إلى حدوث 5 ملايين حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة كل عام في البلدان النامية. السؤال: هل يوجد نقص في الغذاء في العالم؟ يؤكد الخبراء أنه يوجد في العالم اليوم ما يكفي من الغذاء لكل إنسان ليحصل على التغذية التي يحتاجها من أجل حياة صحية ومنتجة، ومع ذلك يبلغ الهدر العالمي من الغذاء 1.3 مليار طن، بقيمة 750 مليار دولار! أعود إلى الخبر وأطالب مجلس الغرف التجارية في المملكة، ووزارة الصناعة، ووزارة الشؤون البلدية أن يضعوا هذا التوجه على قائمة أولوياتهم؛ لأننا لازلنا مصرّين على التعامل مع النفايات بطريقة الردم حتى ضاقت الأرض بالمدافن على خطورة هذا المسلك الذي تجاوزه العالم، وتحول إلى صناعة ضخمة تعرف بتدوير النفايات! لقد حوّل الغرب النفايات إلى صناعة، ومن المتوقع أن يحل الوقود المصنوع من القمامة مكان 16 في المئة من مجموع النفط المستخدم على الطرق الأوروبية للمواصلات في العام 2030 وهو ما يعادل 37 مليون طن من واردات النفط في العام 2030م، ونحن في المملكة تجاوز الاستهلاك الفردي الحد العالمي لاستهلاك النفط، وقد بلغ ثلث الإنتاج المحلي تقريبًا. يؤكد الخبراء أن صناعة تدوير النفايات يمكنها دعم أكثر من 300.000 وظيفة، وتوفير كميات كبيرة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والقضاء نهائيًّا على مشكلات بيئية في منتهى الخطورة في مقدمتها تلوث المياه الجوفية! أما يستحق هذا منَّا على مستوى الفرد والأسرة إعادة النظر في استهلاكنا غير المبرر؟ ألم يحن الوقت بعد لتغيير نهج تعاملنا مع مخلّفاتنا من القمامة؟! وعلينا أن ننشر الوعي بالطرق السليمة في التعامل مع الطعام من حيث تقليل الفاقد واستغلال الفائض، خاصة في الحفلات والمناسبات والأفراح والولائم والمطاعم، وخاصة الشعبية منها، فالكميات الهائلة من الأرز والخبز على السُفر والتي لم تؤكل مصيرها في الأخير هو مكب النفايات، فالفاقد من هذه المطاعم كميات تفوق (40 طنًا) من الأطعمة يوميًّا، والتي يمكن أن يتم الاستفادة منها في تقديمها للأسر الفقيرة بطريقة صحية وسليمة، فهل من مجيب؟ وهل من مخلص؟

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»