تلبية النداء لذي الحظ العظيم

تلبية النداء لذي الحظ العظيم
أورد الأئمة الطبري وابن كثير وغيرهما هذا الأثر الجليل :أمرَ اللهُ نبيه الكريم أبا الأنبياء إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم بأن يؤذن في الناسِ بالحج ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كلِّ ضامر ) فقال إبراهيم مستفهماً : ربِّ وما يبلغُ صوتي ؟ قال اللهُ له : عليك الأذان وعليَّ البلاغ فقام على مقامهِ ـ مقام إبراهيم ـ وقيل على الحجر ؛ونادى: أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ، فسمعه مابين السماء والأرض وحتى أسمعَ من في الأرحام في أصلابهم ، وأجابه كلُّ منْ سمعه ومنْ كتبَ الله له الحج. فكلُّ من كتبَ اللهُ له الحج إلى بيتِ الله الحرام فإنما يُلبي هذا النداء الخالد نداء إبراهيم ، فيخرجُ من دويرة أهلهِ ملبياً ،وشعارهُ لبيك اللهم لبيك.. وهذا معنى التلبية فمنْ معانيها الإجابة والقصد يعني : إجابةً منْ بعد إجابة! وفي مثل هذه الأيام ونحن في اليوم الخامس من ذي الحجة ،تتوافد جموع الحجيج إلى بيت الله ، لتؤدي فريضةً عظيمة هي من أعظم الفرائض وتشهدَ موسماً مهيباً هو من أعظم المواسم ! والأملُ يحدوها وكرمُ الله تعالى يبعثُها ويمنيها بمغفرة الذنوب وحطِ الخطايا ، حتى يخرجوا من هذه الشعيرة وهم في غاية الطهرِ والراحة والسكينةِ ،مستحضرين وعد الله لهم على لسانِ رسوله الكريم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبهِ كيومِ ولدته أمّه )!! فأي جزاءٍ وكرمٍ أعظم من هذا الجزاء؟! وفي هذا التشبيه النبوي سرٌ عجيب ، ففيه إشعار للحاج بأن الأملَ موجود وبالله معقود؛ في أنه سيستقبلُ بعد حجهِ المبرور حياةً جديدة ! وأنه سيخرجُ من أمِّ القرى مُتخففاً من ذنوبه وآثامهِ ولغطهِ وغلطهِ كما استقبلَ حياته أول ما استقبلها طاهراً مُطهراً من كلِّ ذنب! وفضلُ الله واسع ورحمتُه عمّت ووسعت كلَّ شيء.. ومن الغريب أنني أعرفُ وأسمعُ عن أناسٍ منَّ اللهُ عليهم فجعلَهم من أهل أم القرى وماحولها من مدنٍ ومحافظات من أبناء هذا البلد المبارك ،ومع ذلك لم يحجوا ويقضوا فرضهم الذي فرضهُ اللهُ عليهم ! إما كسلاً وإما تذرعاً بقيمة وتكاليف الحملات ! وبعضهم قدْ يجمعُ الأموال بل ويستدين من أجلّ سفرةٍ للسياحة وفي كلِّ عام! ويصرفُ من الأموالِ أضعافَ قيمة حملة واحدة من حملات الحج ! ثم يشتكي من تكاليف شركات الحج ! لانُبرّرُ أبدا ولا نُجيز ارتفاع أسعار بعض شركات الحج ، وأطالبُ دوما بتخفيضها بما يتناسب مع ظروف الناس وإمكاناتهم ، ولكن لا ينبغي أن يكون أداء هذا النسك العظيم من آخر اهتمامات البعض ، ويُسوِّفُ مع القدرة حتى يفاجئهُ موتٌ أو مرض أو ظرفٌ لم يحسب له حساباً!! مع دعوتي لمن حج وقضى فرضه أن يدعَ الفرصة لغيره ويساهم مع الجهات المعنية في خدمة ضيوف هذا البيت من أصقاع الدنيا بأن يكتفي بحجةٍ أو حجتين لاسيما ومشاريع المسجد الحرام لاتزال لمّا تنته بعد! هناك جهود عظيمة تُبذل من حكومة خادم الحرمين وفي كلّ اتجاه ، أصبحت مثاراً لإعجاب وشكر كلّ مُنصفٍ ومُتابع من داخل المملكة وخارجها، وواجب كلَّ مواطن أن يُساهم وينسجم مع هذه الجهود ويكون عوناً لهذه الجهات.

أخبار ذات صلة

وطنٌ يسكُن القمّة دائماً
الجيش السعودي الثاني..!!
شذرات
التحول الصناعي
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه (3)
إلى أولئك الذين يحجون كذبًا!
يوم التروية.. «وجعلنا من الماء كل شيء حيٍّ»
مخبز الأمل الخيري.. مبادرة سعودية
;
ليه ما عزمتوني؟!
الحج المفتوح!
ومضات ‏على رحلة الحاج.. من الفكرة إلى الذكرى (2)‏
هل تخنق البروباغاندا الأمريكية دبلوماسيتها العامة؟!
;
أغرب الشائعات خلال العقد الماضي!
بعض الأصدقاء..
خدمات الحج: تجربة لا تُنسى
قليلٌ من الحياء.. يا أدعياء الشهرة