سلام عليك يا الأحساء.. وعلى كل من قُتل بلا وجه حق

سلام عليك يا الأحساء.. وعلى كل من قُتل بلا وجه حق
جزء من تراب وطني، إقليم الأحساء، الذي به أطيب التمر والرز الحساوي، الأحساء التي يسكن بها الشيعي والسنّي متجاورين في البناء والهواء، وأنا أكتب حروفي في الأحساء «واحة النخيل»، بكاء المآذن يختلط بدعاء المصلين؛ على شهدائنا. الأحساء التي عندما يطلع فيها الصباح يتحرّش بكل نسمة عابرة، وبكل غصن نخلة. الأحساء التي تمطر سماؤها ماسًا ونعاسًا وحلمًا جميلاً.. الإقليم الفائض بنخيله وسكانه الطيبين. الإقليم الذي لا يفارقه الهواء الرباني الذي يشفي كل عليل.. تلك الواحة الطبيعية، التي ترفع شمسها راية ود تبسطها على الطرقات والقلوب. الأحساء التي تنام في محراب القمر، وتزين للتاريخ ما تبقى من الليالي، وتحرس الطرق الضائعة. هل فكرت يومًا أن تتصوّر أجساد أبنائنا تتمزق إلى قطع؛ برصاص قاتل يخترق قلب الأبرياء! تحالف القتلة يا وطني على ذبح صغار أحسائنا، وأسفر هذا التحالف عن إعلان شركة من نوع خاص لبيع وقتل الإنسان في آمن مكان! حقول من نار في صدري.. فطين الحياة طال الفراشة التي تستريح على سور الأمان!! أصبحوا يقتلون الناس كأنهم جراد الوقت! أجساد يحتفلون بقطعها مسجية؛ وهم يعلمون أنها قد تطرح عشرين زنبقة، ودماء صغارنا تتناثر في الريح، وأرض الأحساء تعرق بنجيل الأبرياء من أبناء وطني. هل لازال في الوطن متسع للقتل وحفر القبور؟ هل جف القلب؟ هل جف الريق؟ يا أيُّها العتب هل لديك من يصغي ومن يستجيب؟. ما أضيق هذا الاتساع يا وطني.. لماذا دماء أبنائنا أصبحت كحليب البحار الأليفة تهطل علينا بلا رحمة ولا شفقة ولا حياء؟ والحق أنه ما من مواطن من أهل بلادي تزهُو بإنسانيته، ويعتنق الفضيلة مبدأ وممارسة، إلاّ وتنكر لهذا الإرهاب الخبيث، واستنكره في كل صوره ومسمياته وحيثياته، لأن العمل القبيح يناقض (فطرة) الخير في طبع! إن كان هناك في الروح متسع لأن ترثي أناسًا في وطني فارثوا الحساوي الشهيد، فأرض الأحساء باقية تنبت ثمار النخيل. ويبقي صوت رصاص الليلة الحزينة الحساوية يضيف لذاكرة الأحزان تخيّلات أكثر حزنًا.. جثث الأحلام في المكان، ورائحة الآلام تزكم الأنوف والأنفاس، النظرات معلقة باللاشيء.. سلام عليك يا الأحساء.. وعلى كل من قُتل بلا وجه حق.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!