سارة الجوف!!

سارة الجوف!!

تلقيتُ دعوةً رقيقةً من صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبدالعزيز بالجوف، تدعوني لزيارة الجوف. تربطني بـ»سارة» علاقة سرمدية. الدعوة كُتب عليها -وبإخراج بسيط- أدعوكم لاجتماع مجلس إدارة الجمعية؛ لمناقشة الرؤية المستقبلية، أشكر لكم حضوركم. شحنتُ نفسي إلى الجوف.. ينفتح باب الطائرة عند وصولي، أمشي المسافة القصيرة، كانت حقيبتي تجري على السير الكهربائي، وأصوات مُرحِّبة بي تسقط على أذني من أهل جوفها، تستقبلني نسمة باردة من باطن جوف الجوف.. فضاؤها أبيض، والسماء عالية، والهواء لطيف عليل، له طعم ماء نبع أهل الجوف. الجوف لها رائحة تُميّزها عن المدن، لكل مدينة رائحة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناسبة، والسبب الذي نشد إليها الرحال. انشغلت ليومين مع رئيسة الجمعية الأميرة سارة، وأعضاء جمعية الملك عبدالعزيز بالجوف، بأهدافها، وهيكلتها، والمباني الجديدة التي سترى النور قريبًا، منها على الورق، ومنها تحت الإنشاء. مشروعات تطويرية للإنسان والمكان، ومنها المحافظة على التراث، ومشروع «السدو».. اهتم به أعضاء الجمعية، وقاموا بإعادة إنتاجه في حلل جميلة كقطع نادرة لهدايا يحملها زائر الجوف، لتحفر أخدودًا في ذاكراته. أثناء الاجتماع سمحت لعينيّ أن تتجوّلا ككاميرا سينمائية تركها مصوّر لتحدّق في أهداف وطموحات الجمعية التي صورها جميلة، تتناثر ألوانها، كل منها يشبه لوحة معلّقة ضمن إطار. ما أجمل طموحاتك يا سارتنا!.. فالقدوة الحسنة تُؤثِّر -بلا شك- في فِكر ومنطق وأسلوب وممارسة الحياة، فسارة الجوف ضوء من نور الفجر، لديها القدرة على نقل ثقتها إلى نفوس الآخرين، مواقفها عالم من البهجة، يشبه الواحة في صحراء موحشة. خلعتُ نظارتي، وأخذتُ أمسحها بمنديل أُردِّد مع نفسي: هذه الطموحات يا سارة ستعمر كأشجار الزيتون، وانتصب السؤال، وأنا أسمع صوت المنادي يعلن موعد صعود الطائرة لجدة، كيف ملكتِ قلوبَ نساءِ الجوف يا سارة الجوف!! وجلست بعد ذلك في مقعدي الجلدي البارد داخل الطائرة، والذي تزيد نعومته من برودته، ومددت ساقي في استرخاء، مستسلمة لحلم جوفي، وطموحات سترى النور يومًا ما.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!