خبايا النوايا..!

خبايا النوايا..!
«النيّة مطيّة».. هَكذا بَسّط العَوام هَذا المَفهوم، حَيثُ وَصفوا نيّتك بالدَّابة؛ التي تَحملك إلَى المَكَان الذي تَذْهَب إليهِ.. ولَا يخفَى عَلَى الإنسَان؛ أنَّ النيّة لَهَا أَهميّة خَاصّة في الإسلَام، ولَا عَمَل مِن غَير نيّة، لذَلك أكَّد الحَديث النَّبوي هَذا الأَمْر حِين قَال: (إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)..!إنَّ النيّة هي القَصْد، وتَبييت العَزْم لفعلِ شَيء مَا، ومَحلّها القَلْب، ولَا يُحبّذ العُلَمَاء التلفُّظ بِهَا، وهُنَا تَكمن مُشكلة النيّة، لأنَّه لَا يَعرف مَا في الصّدور إلَّا الله -عَزّ وجَلّ-، وإنْ كَانت مَلامح النيّة قَد تَظهر؛ مِن خِلال بَعض الأفعَال، حَيثُ يَقول الله -عَزّ وجَلّ-: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)..!والنيّة نيّتان: نيّة صَالِحَة، ونيّة سيّئة، لذَلك دَعونا نُحَاول تَوصيف كُلّ مِنهما.. يَقول أَرسطو: (النيّة السيّئة تَصنع الذّنب والجُرم)، وهَذا يَدلّ عَلى أنَّ مُرتكب الجريمَة؛ قَد بيّت النيّة مَع سَبْق الإصرَار والتَّرصُّد، بمعنَى أنَّه اجتمَع مَع نَفسه، وخَطّط وصَمّم وعَقَد العَزْم، وبَعد ذَلك بَدَأ في التَّحضير لتَحقيق نيّته، ولقَد صَدَق إخوَتنا البُولنديون في أمثَالهم حِين قَالوا: (مَن يَشتري قَفصًا إنَّما يُريد شرَاء عصفُور)..!أمَّا النيّة الطيّبَة، فهي غَالبًا تَكون الطَّريق المُعبّد إلَى الجَحيم، والمَثَل الإيطَالي يَقول: (النيّة الحَسنَة عُذر التصرُّف الأحمَق)، كَما أنَّ أكثَر الأعمَال السيّئة تُرتَكب بوَاسطة النَّوايَا الحَسنَة، والفَضَائِل العُليَا، ولَكَ أنْ تَتخيّل أنَّ شَريحة كَبيرة مِن المُتسوّلين، يَستغلون النيّة الحَسنَة في فِعل الخَير؛ عِند الطّيّبين والأثريَاء والأغنيَاء..!إنَّ النيّة مُهمّة، لأنَّها تُحدِّد عَواقِب الأفعَال، فمَن كَانت نيّته الدُّنيا فلَه الدُّنيا، ومَن كَانت نيّته الآخرَة، فسيَجدها بانتظَاره، حَيثُ يَقول الإمَام قتَادة: (يُعطي الله العَبد عَلى نيّة الآخرَة؛ مَا شَاء مِن الدُّنيا والآخرَة.. ولَا يُعطي عَلى نيّة الدُّنيا إلَّا الدُّنيَا)..!حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!بَقي أنْ أُوصيكم -ونَفسي- بسَلَامة النَّوَايَا، وتَأكَّدوا أنَّ صَاحب النيّة الطيّبة يَغلب صَاحب النيّتيْن، مَهما كَانت النَّتَائِج..!!!

أخبار ذات صلة

أمنية رونالدو ضدَّ الهلال!!
التقاعد «نعمة» إذا أحسن التمتع بمعطياتها
هندسة المرور
الأفراح بين التلوث السمعي وإسراف الطعام!!
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه!
فلاتر سقراط للقضاء على الشائعات!!
تطوير إعلام الأمانات لمواكبة الرؤية
المدير الرقيق
;
المتحف الوطني للدبلوماسية السعودية
الطائرات.. أكثر وسائل النقل أماناً
ضيوف الرحمن.. بين الجهود الجبارة والمسؤولية المشتركة
شغّل مخك يا ....!!
;
الاعتراف.. والعلاقات الدبلوماسية
التَّملُّق..!!
لمن نكتب !؟
الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة