إحياء الأمل يبدأ من حب العمل

إحياء الأمل يبدأ من حب العمل
في أَحَد مُسَلْسَلات «نور الشريف»؛ أَرَاد ابنه أنْ يَتزوَّج، وفي صَبيحة اليَوم التَّالي غَاب الابن عَن عَمله، حَيثُ كَان يَعمل لَدَى وَالده، حِينَها تَرَك الأَب كُلّ شَيء في يَده، وذَهَب لِطَرْق بَاب مَنزل ابنه، وحِين فَتَح الابْن البَاب قَال الأَب: (يَا بُنيّ تَذكّر دَائمًا أنَّ العَمَل أَهمّ مِن المَنْزِل، فلَولا العَمَل لمَا وُجد المَنْزِل)..!إنَّنا في أَمسِّ الحَاجَة لاستلهَام وتَدبُّر قِيَم العَمَل، وتَذكير النَّاس بِهَا آنَاء اللَّيل وأطْرَاف النّهار، لأنِّي أُشَاهد سَخطًا كَبيرًا عَلى العَمَل، يَزدَاد يَومًا بَعد يَوم، ولَا سَبيل لإزَالة هَذا السَّخَط؛ إلاَّ بعَقد مُصَالحة بَين العَمَل والعَامِل، وتَطبيع العَلَاقة بَينهما.. هَذا التَّطبيع الذي يَجعل الرَّجُل يَذهب إلَى عَملهِ سَعيدًا مَسرورًا، وكَأنَّه ذَاهِب إلَى مَوعد غَرَامي..!إنَّ تَنمية وتَعليم وتَدريب النَّاس عَلى حُبِّ العَمَل؛ قَضيّة مُهمّة يَجب أنْ تَقوم بِهَا المَنَاهِج الدِّرَاسيّة، والبَرامِج التَّوجيهيّة، والوَالدان في الأُسْرَة، لذَلك نَجد هَذه الحِكْمَة؛ في نَاصية مِن نَواصي شَيخنا «أبي سُفيَان العَاصي»..!فقَد سَأَل أَحدُهم شَيخنا: هَل تُحب العَمَل؟ فَقَال: نَعم، أُحبّ العَمَل، فَقَد عَلّمتني أُمِّي -حَفظها الله- ذَلك الحُبّ، ولَستُ مِثل الرَّئيس الأمريكي الشَّهير «إبراهام لينكولن» الذي قَال: (لِقَد عَلّمني وَالدي العَمَل، ولَكنَّه لَم يُعلّمني حُبّ العَمَل)..!إنَّ حُبّ العَمَل يَجب أنْ يَنطَلق مِن الذَّات، لأنَّ مَن يُخلص في عَملهِ؛ يُريح ضَميره، كَما قَال الشَّاعِر القروَي:تَذوّقتُ أَنواعَ الشّرابِ فلمْ يسغْبِحَلْقيَ أشْهى مِنْ حَلالِ المَكَاسِبِونِمْتُ عَلَى رِيشِ النّعَامِ فلمْ أجِدْفِراشًا وثيرًا مثْلَ إِتْمَامِيَ واجِبي!كَمَا أنَّ حُبّ العَمَل وَاجِب وفَرض مِن الفرُوض الدِّينيّة، وفي ذَلك يَقول المُصطَفَى -صَلّى الله عَليه وبَارك-: (إنّ اللهَ يُحبّ إذَا عَمَلَ أحدُكُم عَملاً أنْ يُتْقنَهُ)، فالإتقَان هُنَا يَبدأ بالحُبّ، ويَنتهي بالإخلَاص، ومِن المُستحيل أنْ تُتقنَ عَملاً لَا تُحبّه..!حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!بَقي أنْ نُذكِّر بحِكمة أُستَاذنا الكَبير «عبّاس محمود العقّاد» حِين قَال: (لئن تَشكُو العَمَلَ خَيرٌ مِن أنْ تَشكوَ الفَرَاغَ)، لذَلك كُلَّما شَعرتَ -عَزيزي العَامِل- بالضّيق مِن عَملك؛ فتَذكَّر العَاطلين، وستَجد أنَّكَ مِن المَحظوظين، الذين يُحبّهم الله، ورَسوله، لأنَّ خَير النَّاس مَن أَكَل مِن عَمَل يَده..!!T: Arfaj1Arfaj555@yahoo.com

أخبار ذات صلة

أمنية رونالدو ضدَّ الهلال!!
التقاعد «نعمة» إذا أحسن التمتع بمعطياتها
هندسة المرور
الأفراح بين التلوث السمعي وإسراف الطعام!!
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه!
فلاتر سقراط للقضاء على الشائعات!!
تطوير إعلام الأمانات لمواكبة الرؤية
المدير الرقيق
;
المتحف الوطني للدبلوماسية السعودية
الطائرات.. أكثر وسائل النقل أماناً
ضيوف الرحمن.. بين الجهود الجبارة والمسؤولية المشتركة
شغّل مخك يا ....!!
;
الاعتراف.. والعلاقات الدبلوماسية
التَّملُّق..!!
لمن نكتب !؟
الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة