محادثات اليمن في الكويت .. محلك سر

محادثات اليمن في الكويت .. محلك سر
يصر الحوثيون على إطالة معاناة الشعب اليمني نتيجة للحرب القائمة في اليمن .. ويتندر اليمنيون عن أن الفنادق الفخمة في الكويت والبدلات العالية التي تكفلت بها الأمم المتحدة للمشاركين في المؤتمر تغري الحوثيين للمماطلة في الوصول الى تسوية يمنية خلال المحادثات الدائرة هناك .. إلا أنه من الواضح أن الحوثيين وشريكهم ، على عبد الله صالح لا يبالون بالمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني حيث تفاقمت الأوضاع الإنسانية وانتشرت الفوضى منذ أن استولوا على السلطة في صنعاء وانقلبوا على السلطة الشرعية . شن الحوثيون بدعم من علي عبد الله صالح حرباً على النظام اليمني ، واستولوا على صنعاء بعد خطفهم أحمد عوض بن مبارك ، مدير مكتب رئاسة الجمهورية والأمين العام للجنة الحوار الوطني اليمني ، وهو في طريقه لحفل رسمي للجنة صياغة الدستور ليتسلم مسودة الدستور الجديد في اليمن لنقله الى الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، وذلك في السابع عشر من يناير العام الماضي ، وصدر بعدها بيان من جماعة الحوثي يعلن أن لجانها الشعبية تولت اختطاف بن مبارك لمنع تطبيق الدستور المقترح والذي وافقت عليه كافة القوى اليمنية المشاركة في الحوار الوطني ومنهم الحوثيون . وبعدها بأربعة أيام استولوا على دار الرئاسة ثم أعلنوا في شهر فبراير 2015 ما أطلقوا عليه مسمى «الإعلان الدستوري « . هل ينتظر الحوثيون توجيهات من طهران أو قم أو قادة الحرس الثوري الإيراني أم أنهم بانتظار تعليمات حسن نصر الله ، أمين عام ما يسمى بحزب الله اللبناني ، الذي أرسل لهم من سابق مستشارين وشارك مع عناصر من الحرس الثوري في معاركهم . ومن المستغرب أن الحوثيين يطمعون في إطالة أمد المفاوضات بالكويت على أمل تمددهم داخل اليمن ، رغم أنهم وحلفاءهم غير قادرين على الاحتفاظ بالمناطق التي يستولون عليها لفترة طويلة ، ناهيك عن السيطرة الكاملة على بقية اليمن كما يدعون ، ونتيجة لتمردهم تفككت مؤسسات الدولة ، وعند دخولهم صنعاء لم يهيمنوا على أجهزة متكاملة للدولة ، بل توزعت مؤسسات الدولة ، خاصة الجيش والأمن ، على عدة قوى يمنية جزء منها الحوثيون وعلى صالح ، والبقية توزعت على أطراف أخرى في التركيبة السياسية اليمنية . قد تكون المعضلة التي تواجه المفاوضات الجارية في الكويت أن ما يجمع الحوثيين والرئيس السابق علي صالح هو تحالف مؤقت ضد الآخرين ، وإن تحالفهما من الهشاشة بحيث يجعل من الصعب على الحوثيين تقديم تنازلات حقيقية متبادلة مع الأطراف اليمنية الأخرى للوصول الى تسوية بدون مصادقة مجموعة على صالح عليها أو دعم إيراني لهم فيها . وهناك مواقف متناقضة فيما بينهم وصالح مما يشجع الأخير على السعي لإفساد أي محاولة حل يرى الحوثيين قد يقدمون عليها . بالإضافة الى أن ارتباط الحوثي بأجندة إيرانية يجعله في موقف أكثر صعوبة للتعاون مع أبناء وطنه . الأمر الذي يدفعه الى اتهام التحالف ، وعلى رأسه السعودية ، بمختلف الادعاءات والسعي لاستفزازها عسكرياً بالصواريخ الباليستية والتي أطلقها أيضاً على المدنيين في تعز ومأرب ولحج في أسلوب مأساوي لإضاعة الوقت حتى وصول التعليمات . فهل كتب على اليمن أن يعاني حتى يرضى علي عبد الله صالح عن الحوثيين أو تصل توجيهات إيران للحوثي ؟

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!