عمران مازال حياً!!

عمران مازال حياً!!
هذا ما قالته مذيعة الـ «سي إن إن» وهي تغالب دموعها.. عمران ابن الخمسة أعوام مازال حياً!! صحيح أنه انتشل من بين الأنقاض في حلب الشهباء، وصحيح أنه كان يلعب كما يفعل الأطفال في داره عندما غدرت بهم قنبلة أسقطتها على رؤوسهم إحدى طائرات النظام السوري وحلفائه، وصحيح أنه وجد نفسه فجأة في الظلام وتحت الركام، وأن هذا كله لم يكن ضمن سيناريو اللعبة التي كان يمارسها مع أشقائه، ولكنه مازال حياً.. استُخرج عمران والتراب يغطي جسده الصغير، والدماء تسيل على وجنتيه وشعره الطويل المنكوش يداعب أجفانه، وعيناه الزائغتان لا تذرفان الدموع بل تتلفتان يمنة ويسرة في انتظار تفسير لما حدث له ولأهله، لم يكن عمران يبكي أو يصيح، ولم يكن يتكلم أو يسأل عن مصير أبيه أو أمه أو أخويه، ولم يكن يبحث عمن فعل به وبأسرته وبوطنه هذا، بل كان يخيم عليه الذهول وتسيطر عليه الصدمة ويجلس على كرسي كبير ممدداً قدميه الصغيرتين الحافيتين أمامه، وينتظر.. ماذا كنت تنتظر يا عمران؟ لعله كان ينتظر أن يعرف شيئاً عن مصير أهله الذين استخرجوا أيضاً من بين الأنقاض وهم أحياء، أو ربما كان يتساءل الى أين سيأخذونه وقد انهار منزله؟ أوأنه كان يحاول أن يفهم شيئاً ولم يسعفه رأسه الصغير بالإجابة على سبب قصف المنازل وتهديمها على رؤوس قاطنيها ؟عمران مازال حياً.. ولكنه لم يعرف طوال عمره الصغير إلا القصف والضرب والخوف.. لم يعرف أن طفل الخمسة أعوام مكانه على صفوف الدراسة وفي ملاعب الأطفال وليس في جوف سيارة إسعاف باردة!. عمران ما زال حياً ولكنه لا يعرف كيف يبرر حاكمٌ لنفسه أن يستمرئ قصف مواطنيه وأن يستعين عليهم بحلفائه المتجبرين والطائفيين والحاقدين! .عمران مازال حياً ولكن ضمائر من لا تستثيرهم نظرات عينيه الزائغتين قد ماتت! .عمران مازال حياً ولكن نخوة الرجال وحمية العروبة والإسلام قد ضمرت جذوتها حينما أصبحنا ننظر إلى عمران ونقول.. الحمدلله، عمران مازال حياً!!

أخبار ذات صلة

وطنٌ يسكُن القمّة دائماً
الجيش السعودي الثاني..!!
شذرات
التحول الصناعي
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه (3)
إلى أولئك الذين يحجون كذبًا!
يوم التروية.. «وجعلنا من الماء كل شيء حيٍّ»
مخبز الأمل الخيري.. مبادرة سعودية
;
ليه ما عزمتوني؟!
الحج المفتوح!
ومضات ‏على رحلة الحاج.. من الفكرة إلى الذكرى (2)‏
هل تخنق البروباغاندا الأمريكية دبلوماسيتها العامة؟!
;
أغرب الشائعات خلال العقد الماضي!
بعض الأصدقاء..
خدمات الحج: تجربة لا تُنسى
قليلٌ من الحياء.. يا أدعياء الشهرة