إنها كالرصاصات الطائشة.. فاحذروها

إنها كالرصاصات الطائشة.. فاحذروها
ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها عن الشائعة وخطورتها على المجتمع، ولن تكون الأخيرة، ومن الأفضل لنا قبل أن نُفكِّر في كيفية تفادي خطر تلك الظاهرة، أن لا نسير نحن في طريقها أصلاً.. فالشائعة وإن ارتبطت بعدة مفاهيم، إلا أنها تُعمي عن الحق، لأنها كالرصاصة الطائشة التي تصيب في مقتل، فقد أجمع المختصون في كل مكان أنه لابد من البحث عن الوقاية أو العلاج، ومن أجل هذا الداء القاتل ارتفعت المنابر تدعو إلى كيفية وقاية المجتمع من خطر هذه القنابل الموقوتة وهذه الفتن، التي أذكت وأشعلت حروباً، وكما قيل: «رب مقالة شر أشعلت فتناً.. لأن حاقداً ضخّمها ونفخ فيها».والدين الإسلامي يرفض الشائعة ويرفض نشر أسرار المسلمين وأمورهم الداخلية.. ومن يُطلق الشائعة هو عضو مسموم يسري سريان النار في الهشيم، يتلوَّن مثل الحرباء، ديدنه الإفساد والهمز، وسلوكه الشر واللمز، وهي جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مثير للاضطراب، فالحبيب -صلى الله عليه وسلم- رُميت دعوته بكثير من الشائعات، فرموه بالسحر، ورموه بالجنون والكذب والكهانة، وقد تفنَّن الكفار والمنافقون الذين لهم تاريخ معروف في صنع الأراجيف الكاذبة في كيفية إطلاق الشائعات، واليوم ما أكثر الذين يطلقون الشائعة دون رقيب أو حسيب، وهو ما دعاني للكتابة مرة أخرى عن هذه الظاهرة، حيث لاحظت -كما لاحظ غيري- مؤخراً كثرة الشائعات عند الأزمات، وأصحابها الذين يحقدون على هذه البلاد، فنحن خير من يرفض هذه القنابل ونرفض من يدسّ السم في العسل.. فالشائعة تثير الفتنة والبلبلة وشق الصف بين أفراد المجتمع من قبل أشخاص يُعادون هذا الوطن ويُعادون أمنه.وهناك من يُصدِّق بل ويساهم في نشر الشائعة، دون أن يُعطي نفسه حق التأكد من حقيقة المعلومة.. ورغم أن بعض العقول تُصدِّق الشائعة إلا أنها كذبة مضللة، وخاصة أننا نعيش تطوراً متسارعاً في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للشائعة أن تلف العالم في ثوانِ معدودة، ولاشك بأن حبكة الشائعة يجعلها أكثر تصديقاً، فتنطلي بخداعها وزيفها على كثير من مُتلقِّيها.. فتسويق الشائعة الكاذبة باحتراف؛ قادر على شحن النفوس واستثارتها لردود فعل ربما تُسيء إلى حقيقة الواقع، وهنا تتحوَّل الشائعة إلى سلاح يُوظِّفه الأعداء الحاقدون حتى يُحقِّقوا مآربهم الدنيئة.والإسلام اعتبر هذا القُبح سلوكاً مرذولاً ينافي الأخلاق النبيلة، فلابد من التثبت والتبيُّن في نقل الأخبار، وأن نعي بكل صدق أن البرهان والدليل على أي شائعة هو الحقيقة.. فلا ننساق وراء كل ناعقٍ مارق يريد بنا الفُرقة، فلا نجعلهم يفعلون بنا ما لا يفعله العدو بطابوره الخامس.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»