خلاصة التفسير في كلام السفير
تاريخ النشر: 07 نوفمبر 2016 21:49 KSA
تَنَاقَلَت وَسَائِل الإعلَام والتَّواصُل الاجتمَاعي مَقطعاً؛ مدّته أَقَل مِن دَقيقَة، لسمو سَفير المَملكة -لَدى الولَايَات المُتَّحدة الأَمريكيّة- الأمير «عبدالله بن فيصل آل سعود»، يَردُّ فِيهِ عَلَى سُؤالٍ خَبيث لصَحفي أَمريكي؛ عَن الحَرب في اليَمن، بقَوله: سُؤالك هَذا يُشبه سُؤالي لَك: هل ستَتوقَّف عَن ضَرب زَوجَتك..؟!ومِثل هَذا المَقطَع؛ يُمكن أَنْ يُؤخَذ كمَادَّة تُدرَّس في الإعلَام مِن نَاحيتين: النَّاحية الأُولَى هي: نَاحية الاجتزَاء والقَطْع والقَصّ، كمَن يَأمرك بتَرك الصَّلَاة قَائلاً لَك: (ولَا تَقربوا الصَّلَاة)، أمَّا النَّاحية الأُخرَى -وهي النَّاحية الأَهَم- فهي: انتزَاع الفِكْرَة الأسَاسيّة المَقصودة؛ وتَوجيههَا إلَى المَعنَى السَّيئ..!وقَبل أَن نَدخل في تَشريح الخِطَاب نَقول: إنَّ كَلَام الصَّحفي لسموِّ السَّفير؛ يُشبه كَلَام مَن يَسألك في نَهار رَمضَان قَائِلاً: (هَل أَنتَ صَائِم، أَم مِثل العَام المَاضي؟)، وهَذا سُؤالٌ مُفخَّخ، بمَعنَى أنَّك إذَا قُلتَ: نَعم، فهَذا يَعني أنَّك لَم تَصُم العَام المَاضي، وإذَا قُلتَ: لَا، فأنتَ تَعتَرف بأنَّك لَستَ صَائِماً هَذا العَام..!أمَّا مَقطع سمو السَّفير؛ الذي يُحَاول المُغرضون تَفسيره بشَكلٍ سَيئ، فقِصَّته حَدَثَت كالتَّالي: سَأل الصَّحفي الأَمريكي السَّفير السّعودي: هل ستُواصلون استخدَام القَنَابل العنقُوديّة في اليَمن؟.. والسُّؤال -كَمَا تَرون- فِيهِ اتِّهامٌ مُباشر باستخدَام سِلَاح مُحرَّم..!Will you continue to use cluster weapnos in yemen?.فرَدَّ عَليه السَّفير قَائلاً: هَذا يُشبه سُؤال: هَل ستَتوقَّف عَن ضَرب زَوجتك..؟!This is like the question: Will you stop beating your wife?. والمَقصود أَنَّ هَذا لَيس سُؤالاً، بَل هو اتِّهَام..لأنَّك لَو قُلتَ: نَعم سأَتوقَّف عَن ضَرب زَوجتي، اعتَرفتَ بأنَّك كُنتَ تَضربها، وإنْ قُلتَ: لَا لَن أَتوقَّف، فأنتَ مُصرٌّ عَلَى استمرَار الضَّرب.. وهَذا أَسلوبٌ شَائِع يَستَخدمه الأمريكَان، ويُسمّونه «اللوديد كويستشن» Loaded Question، لذَلك يُبَادر الأذكيَاء للإجَابَة عَن مِثل هَذا السُّؤال؛ بسُؤالٍ آخَر مِثل: (هَل ستَتوقَّف عَن ضَرب زَوجتك؟)، ليَفهم السَّائِل أَنَّ سُؤاله مُفخَّخ، حَيثُ تَحوَّل مِن سُؤالٍ إلى اتِّهَام، وهَذه الطَّريقَة شَائِعة في الثَّقَافَة الأَمريكيّة..!حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!بَقي أَن نَقول: أَنتُم يَا أَهل التَّواصُل، ويَا كَائِنَات الوَاتس أب، لَا تَكونوا كالقَراطيس التي تَطير مَع الرِّيح، بَل تَأكَّدوا وافْهَموا، وإذَا صَعُب عَليكم الفَهم، فحَاولوا أَنْ تَفْهَموا مَثْنَى وثُلاث ورُباع..!!