ادخلوها بسلام..!

ادخلوها بسلام..!
صحوتُ في مدينة الرياض للقاءِ الغرف التجاريَّة «إستراتيجيَّة الغرف لتحقيق رؤية المملكة 2030»، اقتربتُ من النافذة، ظللتُ متسمِّرةً أستعيدُ الماضي، وأستشرفُ المستقبل، غمرني إحساسٌ غريبٌ بالزمن وكأنَّني قفزتُ عشرات السنوات من عمري، عندما كنتُ أراجعُ تجربتي بالغرفةِ التجاريَّة الصناعيَّة بجدة، حيث يحجبني حارس الغرفة بعباراته المعلَّبة، والجاهزة في ذلك الزمن: «ممنوع دخول المرأة للمراجعة».أخذتُ أقلِّبُ صفحاتِ الصور المخزنة الماضية في ذهني عبر تجربتي بعضويَّة مجلس إدارة الغرف التجاريَّة والتغيُّرات التي مكَّنت عمل المرأة في القطاع الخاص، أغمضتُ عيني باسترخاء، وأبحرتُ في هذا التجمُّع الكبير، 28 غرفة تجاريَّة من أنحاء المملكة، يصعدُونَ المنصَّة، يضعُونَ بين يدينا، وبين يدي وزيرنا الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والصناعة أهدافهم، وآمالهم، في القطاع الخاص، كنت أجرُّ عربة الروح، أتابعُ العرضَ على الشاشةِ حتَّى وصلنا إلى الصفحة التي تفجر في رئتك ينابيع الحياة، وتنبت في صدرك تمكين عمل المرأة في القطاع الخاص، انطلاقًا من أنَّ تمكين المرأة على جميع الأصعدة هو بمثابة عامل مهم في زيادة نسبة مشاركتها الاقتصاديَّة، لكن لازال حال المرأة في وطني يشهد دائمًا غياب القصص الفاعلة، والتخوّف من المبادرة؛ ممَّا يتركُ أثرًا كبيرًا يعيق تمكين المرأة في العمل الحر.. كنتُ أحاولُ أن أحيطَ نفسي بالتغيُّرات الإيجابيَّة التي حصلت؛ حتَّى أتحصن ضد الصقيع المجمَّد لشرايين الذاكرة.. آخذُ شهيقًا يسافر بي إلى عطر مضمَّخ بعبق الماضي، فمشاعري متناثرة كجزر في بحر عريض. أخذتُ أجمعُ التغيُّرات في قلبي، ثم أنفثُها في كلِّ الاتِّجاهات... خليطٌ من الصور المتزاحمة تمرُّ أمام عيني على صفحة (شاشة العرض)، تضغط عليَّ بقوة كي لا يتسرَّب الضوء الأخضر من قلبي الهش.. أفراحي القديمة والحديثة في القطاع الخاص التي لم تفقد شهيتها. غادرتُ الرياضَ لموعد رحلة عودتي لجدَّة، أتحايلُ على ذهني بمنجزاتنا، وأمنح نفسى الآمال والأحلام، متخيِّلة صورتي وهي تنضمُ لألبوم الصور لرائدات الأعمال في وطني، فتحملها إحدى رائدات الأعمال من بعدي وتتأمّلها.. ثم تبتسمُ ابتسامةً حقيقيَّةً كما ابتسمتُ اليومَ!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»