محطة قطار.. على مرمى حلم!

لو اتجهت بسيارتك شمالًا على طريق الأمير سلطان بجدة، أقصى الشمال، أو قررت - فيأجواء جدة الحالمة - أنتتمشى إلى أقرب محطة ( مترو)،وانطلقت شمالًا، وتجاوزت محطة بارك ستريت، فمحطة بوستن ستيشن، وترجلت عند محطة ( ترينستيشن )،ستقابل أبوعمر ( هكذا.. أبوعمر،مرفوع دومًا على باب الحكاية، المشرع للأمل والبهجة )،فأبوعمر هو محطتك بالضبط .

قابلتالدكتور عبدالرحمن عبدالباقي لأول مرة في بريطانيا، حيث حصل على الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال من أعرق جامعات المملكة المتحدة، ليعود إلى الخطوط السعودية، حيث يعمل، ليكمل طريقًا بدأه منذ عقدين تقريبًا، ليس هذا كل شيء عن د .عبدالباقي،أو أبوعمر، كما عرفناه وناديناه دومًا؛ فرغم كل الخبرة التي اكتسبها من تجاربه المهنية والاجتماعية، وتميُّزه في اللغة والتفكير المنهجي المنظم، لا تسمع منه أبدًا كلمة غير مناسبة، أو تصرفًا يوحي لك بأي فذلكة أو تصنُّع لقدر أو مكانة، فتواضعه أصيل ينبع من نفسٍ كريمة، وهو مع خفة ظله وحسن معشره، أول الأصدقاء في تأدية الواجب، وأكثرهم طرقًا لأبواب الخير .


وليسهذا كل شيء عن الدكتور أبوعمر، المرفوع دومًا؛ فله مهارات أخرى، لم يفتأ يُبهرنا بها خلال سنوات الغربة : فهوحاضر النكتة، سريع البديهة، دائم الابتسامة، كما أنه لاعب بلوت ماهرٌ ورشيق، رشيقُ اليد لا القد، وأهم من هذا كله أنه طباخ ماهر جدًا جدًا، وكم حسدنا أم عمر على مهارات - وبهارات- زوجهاالمذهلة .

اليوم.. اختارأبوعمر أن يُحقِّق أحد أحلامه .. فافتتحمع عدد من الأصدقاء الناجحين، كالمهندس عاصم عطية والدكتور إياد غلام والمهندس عبدالإله زيني مطعمًا صغيرًا يصطادون فيه ما بقي من أحلام .. حينسألتهم عن الفكرة أجابوني أنها جاءت من المهندس عاصم، ويجمعهم حب هذا العمل ولهم تجارب سابقة، ينشغلون قليلًا، مع ظروف الافتتاح الجديد وارتباك البدايات، يستقبل أحدهم الزبائن، ويهتم الآخر بالطلبات الخارجية، ويشرف عاصم على سير العمل، أما أبوعمر فينسحب، بسترة الشيف وقبّعته، إلى المطبخ ليضبط الإيقاع .. إيقاعاللحم المدخن والدجاج المشوي .


ينتهيالدكتور من عمله - الذييشغل فيه منصبًا عاليًا - عصرًا،وعند الغروب، يرتدي زي الشيف ليبدأ رحلته اليومية مع شغفه الأبدي، وحين أسأله : ياأبوعمر .. رجلبعمرك، ومكانتك، أليس من الأولى أن ترتاح وتُسلِّم الأمر للعمالة؟ ! فيردعليَّ باسمًا : هلتراها مصادفة أنَّا أسمينا المطعم بمحطة القطار (Train Station).. أناأجد في هذه المحطة شغفي ومتعتي .. هناأجد نفسي يا صديقي ! فهلأحتاج غيري كي يجدها عني؟ !

لوكنت عبدالله المغلوث، لقلت هنا : ابحثواعن أحلامكم في كل المحطات .. وحققوها.. هيأحلامكم أنتم، فلن يحققها أحد لكم .. واسألواالشيف الدكتور « أبوعمر».. هكذا.. برفعالقلب .

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»