إسقاط رباعي الأبعاد

قَدَرُنا مع الإرهاب كالمسلسلات المكسيكية - طولًا وفكرًا -، فالحلقات تستمر لسنواتٍ والبطل واحد تدور حوله تراجيديا الأحداث، وإن اختلفت الصور وتباينت الأجندة المُنفذَّة لتحقيق أهدافه، فبعض شبابنا - وللأسف - أُدْلج فكريًا، فانخرطوا باتجاه المجهول الذي لا يعون كنهه ولا يُدركون مخاطر تداعياته المُستقبلية تحت ذريعة الفهم القاصر لشعيرة الجهاد التي استغلها أعداء الوطن في تعزيز العاطفة الدينية الجيِّاشة لبث سموم فكرهم في بُنية المُجتمع بهدف زعزعة أمنه وتشتيت استقراره.

فلا يمرُّ فترة إلاَّ ووزارة الداخليِّة تُعلن عن خلية هنا وعِصابة هناك، وجميعها تحمل ذات الفكر، وتسعى لتحقيق نفس الهدف، فعلى الرغم من التوعية والتثقيف التي تُساهم فيه كل مؤسسات الوطن إلا أنها لم تؤتِ ثمارها كما ينبغي؛ مما يعني أن دعمًا قويًا تتلقَّاه هذه العناصر التي أخذت على عاتقها الوصاية على المُجتمع بل أضحى في عُرفها خارجًا عن المِلة مُداهنًا للسُّلطان، وما التصريح الأخير للمُتحدث الرسمي لوزارة الداخلية سوى حَلَقة من منظومة هذا المُسلسل الذي أرَّق طُمأنينة المواطنين وعظَّم من مهمة رجال الأمن.


لقد جاء التصريح موضوعيًّا في مضمونه؛ حيث أكد قيام أفراد هذه الخلايا على رصد الأهداف وتمريرها لتنظيم «داعش» الإرهابي خارج المملكة، والدعاية والترويج لفكر التنظيم على شبكة الإنترنت، وتجنيد أشخاص لصالح التنظيم والتحريض على المشاركة في القتال بمناطق الصراع، وتوفير الدعم المالي لهم ولأنشطتهم الإرهابية، مع امتلاك بعض عناصرها لخبرات في إعداد الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتأمينها للانتحاريين وتدريبهم على استخدامها، الأمر الذي يعكس توافر بيئة خصبة داخلية تؤمن بتراتيل هذا الفكر الخارجي وتتبنَّى سلوكياته المرتكزة على العُنف جراء الدعم اللوجستي لدعاة الظلام لهذه الفئة، ناهيكم عن الدعم المادي الذي تتلقَّاه بحُجة استعادة الخلافة ممن يعي الغاية، ودعم الأعمال الخيرية ممن هو مُغيِّب عن الواقع ومعرفة ما وراء الأكمة.

وتأسيسًا على ما سبق فالحرب مع الإرهاب كفكر لا يجب أن يتوقف عند ضبط مجموعاته ولا بتحقيق ضربات استباقية لمُنفّذيه - على أهميتهما - بل يجب أن يُجْتَثُ من مَهْدِه عن طريق تتبع مُخططيه وتجفيف منابع داعميه.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»