الإعلام الرياضي .. والتأجيج الممقوت

منَحَ هامشُ الحرية المُعطى للإعلام الرياضي الانطلاقة لتجاوز المُشتغلين فيه الخطوط الحمراء، ويرجع ذلك إلى أنه -أي الإعلام الرياضي - استمرأ الإثارة على حساب الحقيقة، وجنَّد أطروحاته المُغلَّفة بالميول لخدمة هذه الإثارة، وأخذ يُغذي شهرته على الانتقاص من الآخر، وانعكس هذا التعاطي السلبي له على ملاعبنا في التنابز بأقذع الألفاظ، والتعريض بالجنس واللون والطائفة من على المُدرجات باتجاه المُستطيل الأخضر؛ مما يعني أننا أمام ظاهرة لابد من التوقف عندها ومناقشتها بشكل جدي واتخاذ قرارات صارمة تجاه العبث الذي يُمارس ويُهدد القيم العُليا التي تسعى المؤسسات التربوية والاجتماعية إلى غرسها في نفوس الناشئة داخل أسوارها.

لذا أرى وجوب معالجة هذا التأجيج الذي أخرج الإعلام الرياضي عن موضوعيته؛ خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار ما سببته وسائل التواصل الاجتماعي كوسيط ثانٍ هام -وغير قابل للسيطرة- في نقل المعلومة والصورة بشكل سريع من تأجيج مُعضلة التعصب وتغذية الميول بشكل سلبي، ولن يتأتى هذا الحل والبرامج الرياضية التي تعرضها قنوات التلفزة تواصل التأليب من خلال مناقشة ما يحدث على أرض الملعب أو ما يقوله المُشجعون من على المُدرجات بشكل غير مهني، وأتمنى ألا يُفهم هذا تكميماً للأفواه بقدر ما هو إعادة توجيه لسياسات هذه البرامج التي تحظى بنسبة عالية جداً من المشاهدين لكي تتحوَّل إلى منبر للسلوكيات المنطقية في التعامل مع القضايا المطروحة سواءً في الحوار الدائر بين مقدمي البرامج والضيوف أو بين الضيوف بعضهم البعض من جهة، ومناقشة القضايا ذات العلاقة بالشأن الرياضي دون تحيُّز لأي نادٍ على حساب النادي الآخر.


من هذا المُنطلق أرى أن الحوار المُتجرِّد من التبعية هو القاطرة التي ستؤسس لبيئة خصبة يُمكن التقاط الإيجابيات منها وتشكيل رؤية جمعية تُهذِّب الإسقاطات السلبية التي تنامت في غفلة من حركة الزمن المتسارعة للحقل الرياضي الذي رفع شعار المنافسة الشريفة، بينما هو واقع في أتون التعصب الرياضي المَقيت، ثم يتلوها خطوة تطبيق التشريعات الرادعة لممارسي هذه السلوكيات المُنافية للروح الرياضية.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني