رائحة البارود: إعلان السلام!



(٠)


العالم في حالة حرب دائمة.

(١)


الحمقى والجبناء وحدهم من يظنون أن حالات الاستسلام: سلام!

منذ قابيل وهابيل حتى هذه اللحظة التي تنطلق فيها رصاصة في مكان ما من هذا العالم، منذ أول جثة شاهدها وشهد عليها الغراب حتى آخر جثة يحوم فوقها نسر، والعالم في حالة حرب!

لا يوجد شيء اسمه «سلام».. هنالك استسلام، وهناك منتصر ومهزوم.

(٢)

تتوقف المعركة.. تميل بين كر وفر.

ولكن الحرب لم -ولن- تتوقف!

جهز كل أدواتها، واستعد نفسيًّا لغزوة جديدة ستأتيك من جهة جديدة، وبعنوان جديد، ولأسباب مختلفة، ولا تُصدق كل ثرثرات الحالمين والرومانسيين عن الهدوء والسكينة والسلام.. لن تجد الهدوء والسكينة والسلام إلاَّ في قبرك.. إنْ تغمَّدك الله برحمته!

(٣)

الذين يروّجون عبارات «التعايش» هم الذين يحاصرون عيشك ومعيشتك.

والذين يتغنون بالسلام.. هم الذين يصنعون السلاح، ويزرعون القنبلة في طريقك.

السلام لا يحتاج إلى سلام. السلام يحتاج إلى حرب.. لتحافظ عليه!

(٤)

«الحرب» هي الأصل.. و«السلام» هو الاستثناء!

الحرب: حالة الوقت، السلام: حالة مؤقتة!

حتى ما تظن أنَّه «سلام»، هي: حرب نائمة!

(٥)

لا يستمتع بـ«السلام» سوى المنتصر، وإن أخذته المتعة ودخل في رفاهية السلم.. سيُهزم!

لا يوجد صديق سوى من يحمل نفس بندقيتك ويصوبها إلى الجهة التي تنطلق رصاصتك إليها، وتفوح من أصابعه نفس رائحة البارود.. والبقية: أعداء، أو: مشروعات أعداء!

(٦)

ما يقوله بعض منظري الأديان عن السلام والتسامح، ومعهم الفلاسفة والشعراء والحكماء، ومؤلفو الكلمات العاطفية والأغاني: شيء، والحقيقة: شيء آخر.. فالإحصائيات تقول: إنَّه خلال مئتي سنة حصل أكثر من ٣٧٠ نزاعًا مسلَّحًا، مات فيه أكثر من ثمانين مليون إنسان، وفي حرب برلين لوحدها مات ثلاثة ملايين إنسان، وفي الجبهة الروسية في الحرب العالميَّة الثانية مات أكثر من عشرين مليون إنسان!

يظل الإنسان كائنًا متوحشًا.. مهما خدعتك القشرة الخارجيَّة التي صنعتها الحضارة لتخفي ملامحه الحقيقيَّة!

سيحاربك لاختلاف لونك، أو عِرقك، أو أصلك وفصلك، وطائفتك ودينك.

سيحاربك لأسباب جغرافيَّة وتاريخيَّة، ولأسباب لا جغرافيَّة ولا تاريخيَّة!

سيحاربك لاختلاف ما تؤمن به من أفكار، ولما لا تؤمن به!

سيحاربك ليسرق حقلك.

سيجد ألف سبب لإعلان الحرب عليك.

قابيل وهابيل، وقبل أن تُخلق كلّ هذه الأسباب عندما كان تعداد البشريَّة لا يتجاوز عشرة أشخاص ربما: أشعلا الحرب بسبب امرأة!

هذا هو الإنسان منذ بدء الخليقة.. وهذه حقيقته!

(٧)

لا تبع سيف جدك لتشتري الخبز لأحفادك..

الخبز -والأرض التي تنبته- يحتاجان إلى سيف ليحميهما ويحميك!

السلام الحقيقي: أن تكون قادرًا على الحرب، وجاهزًا لها!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»