مؤشرات تغيير واقع الأحداث فى سوريا

قلتُ فى مقالاتٍ سَابقة بأنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تعود إلى سياستها التقليدية فى منطقة الشرق الأوسط، والتى تتمحور حول تعزيز شراكاتها الإستراتيجية مع حلفائها التقليديين من الدول العربية الكبرى، والتى أبرزتها اللقاءات الأخيرة بين قادة وزعماء عرب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما أنها تبدَّت بوضوح فى زيادة العمليات العسكرية الأمريكية فى اليمن من خلال استهداف قادة «القاعدة» بطائرات من دون طيار (درون)، وفى شرق سوريا بإرسال مدرعات وعدد من الجنود المقاتلين بأعلى مما حدّده الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بخمسمائة جندي فقط كمستشارين لا مقاتلين. الضربة الصاروخية الأمريكية فجر الجمعة الماضية على مطار الشعيرات السوري واحدة من مؤشرات التغيُّر فى السياسة الأمريكية، وهذا ما قرأته دوائر سياسية كبرى فى العالم. الرئيس الفرنسي هولاند وتركيا طالبوا أمريكا باستمرار عملياتها العسكرية ضد نظام بشار الأسد، فى حين كان لروسيا احتجاج ضد الضربة، «واعتبارها تعدِّياً على سيادة دولة»، كما طالبت بعقد جلسة لمجلس الأمن بهذا الشأن، وأنتفض مجلس الدوما الروسي كردِّ فعلٍ، كما وعدت وزارة الدفاع الروسية «بتعزيز الدفاعات الجوية السورية». وأعتبرها رئيس النظام الروسي فلاديمير بوتين «محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا في العراق وستضر بالعلاقات مع روسيا وستعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الارهاب». أما إيران فسارعت إلى التنديد بالضربة، وأرغى وأزبد قادتها وملاليها بقولهم «هذه الضربات هي في صالح الإرهابيين وتساهم في تعقيد الأوضاع في سوريا والمنطقة».

نظام بشار لم يزد فى ردّه على وصف الضربة بأنها «تصرُّف أرعن»، والمتحدِّث العسكري للنظام وصفها «بأنها عدوان وتقلص فرص محاربة الإرهاب، وأنها ضربة محدودة ولن يُرد عليها».


فى 21 أغسطس ٢٠١٤ قصف الأسد شعبه في الغوطة الشرقية من دمشق بالكيماوي، لم تتحرك في حينها إدارة أوباما، بل إن أوباما سبق وأن منع ضربة جوية ضد الأسد قبيل ساعات فقط من تنفيذها على يد الطيران الأمريكى، معارضاً بذلك آراء قادته العسكريين بتنفيذ الضربة التي لو حدثت لأنهت النظام السوري فى حينها، وحمت السوريين من الدماء السائلة بغزارة ولكفت المنطقة من التفكك السائد ولانقذت العالم من تمدد الإرهاب.

لا روسيا ولا النظام السوري ولا إيران ستكون لهم ردود فعل أكثر مما أبدوا، ولن يجرؤوا على اتخاذ أية أعمال عسكرية ردًا على الضربة لمعرفتهم بقوة السلاح الأمريكي وتطوّره بما يفوق كل قوتهم مجتمعين، وأن أي احتكاك من هذا الشكل سيعني بكل بساطة نهاية لنفوذ وتواجد كل هذه الأنظمة، وسيكتفون فقط بتمرير ما تم وبلعه رغم مرارته البالغة.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني