الحُب.. وأشياء أخرى!!

تلقيتُ رسالةً من القارئ الأستاذ عبدالله عوض خريص، يُعلِّق فيها على مقالي المعنون بـ(أشياء لا تُشترى)، الخميس 25 مايو، 2017. يقولُ فيها: إنَّ المقال عالجَ «معاناةً لديَّ وأنا لا أشعرُ بها، ولكنَّ شغفي بها يقولُ هذا». أمَّا تلك المعاناة، وفق ما فهمته، فهو اختزال أكثر النَّاس في مجتمعنا الحبَّ في العلاقة الجنسيَّةِ، والمحرَّمة منها على وجه الخصوص!! فكلَّما تردُ كلمة «الحب» في مقالٍ أو تغريدةٍ تدور الشكوك حول كاتبها، حتَّى

خيِّل له أنَّها كلمةٌ نجسةٌ، لولا معرفته بعفَّتها، وطهارتها.


** **

والحبُّ -كما يرى أخي عبدالله- ليس دائرةً مغلقةً على بني البشر فقط. فالحبُّ هو ما جعله يبكي على حماره الأخضر في التسعينيَّات الهجريَّة؛ «ﻷنَّه يعني لي شيئًا، فبصبيحةِ موتهِ سرحتُ بالغنمِ مشيًا على الأقدامِ، والقربة على عاتقِي، والخرج على العاتقِ الآخر، وأيضًا بدون حذاءٍ، ولِمَ لا أبكي عليهِ، وقد كان كفانِي عناءَ ذلك كلّه؟!، بل اشتدَّ بكائي عندما فقدتُ ظلَّه


الوارف، وقت الظهيرة في صحراء نجدنا الحبيبة».

** **

وقد ذكَّرني أخي عبدالله هنا بذكره حُبَّه لحمارِهِ، وهو حُبٌّ مستحقٌّ، بالقصيدةِ التي كتبها المنخل اليشكري، الذي يُقال إنَّ النعمان دفنه حيًّا، أو رماه في البحر، أو أخفاه، ومنع الناس تناقل قصائده، إلاَّ هذه القصيدة التي لم يستطع الناس منعها؛ لما فيها من جمال، وقد اشتُهِرَ منها البيت الذي يُخاطب فيه اليشكري

معشوقته قائلاً:

«ما شفَّ جسمِي غير وجدك فاهدئي عني وسيري

وأحبُّها وتحبُّني ويحبُّ ناقتَهَا بعيرِي»!!

#

نافذة:

(أيُّها النبلاء.. الحبُّ لا

علاقة له بالجنس مطلقًا، فلا تخلطوا بينه وبين العشق.

الحبُّ

مسارٌ أخضر، الحبُّ حياةٌ، الحبُّ دفءٌ، الحبُّ رحمةٌ.

العشقُ مسارٌ

أحمر، العشقُ وفاةٌ، العشقُ زمهريرٌ، العشقُ عذابٌ).

عبدالله عوض خريص

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»