ما توجهك؟ جهز إجابتك!

* قَابلته بعد رحلَة عَمْل خارجية، ودار الحديث حولها، إذ سألني مَن سَافَر معك فقلت: (فُلَان)؛ فعاجلني بسؤال -يبدو أنه يرافق شَفَتَيْه دائمًا-: ومَا تَوجّهُه؟!

فاجأني السؤال، بحثتُ في نفسي عن الإجابة، فبادرته: إنه مُسْلِم، فنهرني أعْرِف: ولكني أقصد: (هل هو ليبرالي أم عِلمَانِي أم إسلامي؟! وما منهجه الفكري؟!).


* نظرتُ في عينيه الجاحظتين، ولَمَحْتُ أذنيه المفتوحتين بَحْثًا عن ردّي؛ حيث فَكّرت، وتذكرت أنّ رفيقَ سَفري مِن عامة عباد الله المساكين؛ صلاته كصلاتنا، أخلاقه رائعة، تعامله إنساني، وصحبته لا تُمَلّ!

* قطع تفكيري إصراره على سؤاله؛ هَاه، ما توجهه؟! فقلت له بَعْد تنهيدات وزَفَرات، لستُ أدري، لكنه نعم الرفيق والصديق، ثمّ اعلم يا هَذا أن كل تلك التصنيفات لا تهمني؛ فيكفني من الإنسان إيمانه بالمُسلَّمات من الدّين إذا كان مسلمًا، وكَريم تعامله، وحُسْن خُلُقه!


* تركني، وانصرف مُتَمْتِمًا بكلمات مبهمة، يبدو منها أنه أعاد تصنيفي وقَذفِني في قَاع (فِكْرٍ ما) اختاره وارتضاه لي؛ (فهذا وأمثاله) إنْ لم تكن (معهم) ؛ فالمؤكد أنك (ضِدهم)!!

* وهنا أبحر عقلي الصغير في سماء النظر والتفكير؛ لِيَتساءل ببراءة لماذا أصبح بعضنا هَمّه الوحيد تقسيم عباد الله، وتوزيعهم على التيارات حسب رؤيته وتصنيفه؟!

لماذا غاب حُسن النّيّة والظّن؟! لِتَصْدر الأحكام الجازمة على المرء من مظهره، والتيار الذي يُخْتَارُ له، ثم تسند له الاتهامات المعلبة بالتخوين، وأنه عدو يسعى لتقويض أركان الدِّين، وتفتيت عُرَى الوطنيّة!!

* تساءل عقلي لو أنّ أحدهم يصلي صباح مساء، ويصوم كلّ أيامه صيفًا وشتاءً، ويحج كل عامٍ دون عناء؛ فما الذي يعود من ذلك على الناس؟!

تلك أعمال خَيرها له، وثوابها له؛ أما الناس فلا يهمهم إلا سلوكه معهم، فهم لا يريدون منه إلا حُسْن الخُلق والصدق، ويبحثون فيه عن الوفاء، وعن الأمانة والعَدل، وينشدون منه الابتسامة؛ فالدّين المعاملة!

* أخيرًا عزيزي القارئ اسأل نفسك عن توجهك؛ حتى تكون جاهزًا عند سؤالك بإجَابَتِك!

أخبار ذات صلة

أمنية رونالدو ضدَّ الهلال!!
التقاعد «نعمة» إذا أحسن التمتع بمعطياتها
هندسة المرور
الأفراح بين التلوث السمعي وإسراف الطعام!!
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه!
فلاتر سقراط للقضاء على الشائعات!!
تطوير إعلام الأمانات لمواكبة الرؤية
المدير الرقيق
;
المتحف الوطني للدبلوماسية السعودية
الطائرات.. أكثر وسائل النقل أماناً
ضيوف الرحمن.. بين الجهود الجبارة والمسؤولية المشتركة
شغّل مخك يا ....!!
;
الاعتراف.. والعلاقات الدبلوماسية
التَّملُّق..!!
لمن نكتب !؟
الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة