كلمات يعقلها العالمون

النية مطيّة ومحلها القلب .. ولا يعلم النوايا إلا الله .. وصلاح النية عمل داخلي يُحاك في قلوب الناس .. ويتجه نحو الملموس بعد المحسوس ..

والنية لها اتجاهات في الخير والشر.. والمسلك والمنهج .. وبطبيعتها متغيرة بتغير حاملها.. مطيعة له.. منفذة لرغباته .. لا تعترض إلا حين يُؤذن لها أن تخرج من مكانها .. لتحتل نية أخرى مناقضة لها ..أو مغايرة لاتجاهها ..


لذا فإنها احتلت المكان الأول في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..عند جميع الأئمة باختلاف توجهاتهم .. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه «رواه البخاري ومسلم

يتبع هذا الحديث عن النية ..عمق الإيمان وتنفيذه وصلاحيته والبرهان عليه ..


عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه «رواه البخاري ومسلم

وإن المرء ليقاس إيمانه بحبه وعطائه وتفانيه وصدقه وحسن نواياه .. يتبع هذا شفافية القدرة الإلهية التي تعطى لمن سبق بالنية الصادقة والمحبة الإيمانية .. فيكون لها وضوح في الحلال والحرام .. فكلاهما بيّن بعين المؤمن المحب المخلص بنيته لله ورسوله .. يرى ويشعر ويقدر ويعرف ما أحله الله وما حرمه ..

ثم تراه بعد أن اتصف بما سبق .. لا يتدخل في أمور غيره .. فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. وهي خيط رفيع يستطيع أن يراه أولئك الصادقون في النوايا .. والمحبون والمتبعون لما أحل الله ..

عندما يتحلى المرء بهذه الصفات المذكورة .. تجده في تواضع واعتراف بخَطَئِه إن أخطأ .. وبقوله الصدق فيما يعرف .. وبعدها يحسن الظن في الله ثم في خلقه ..

ومن العجيب أن مراقبة الذات تؤدي به إلى الوفاء بالتزاماته .. متحكماً في شهواته جميعها .. من شهرة ومنصب ولقب وخلافه من الشهوات .. بدءاً من النساء وانتهاءً بشهوة الأكل والمشرب والثرثرة ..

لا يستطيع المرء أن ينال كل ذلك بنجاح إلا في حالة واحدة .. تبدأ بالنية وتنتهي بِبرّ الوالدين .. فَبِرُّ الوالدين هو أقوم وأقصر طريق لصلاح الأمور كلها .. ونجاحها وتفوقها وتميزها وقبولها وتحقيق متطلباتها ..

تُفتح بها الأبواب المغلقة .. ويُنال بها ماهو مرغوب ومطلوب .. يوم يُبعث الناس ليوم مشهود .

إذا اقتنعت أبشر بسكينة ورضا وسعادة .

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»