أنا وطني.. وبطنطن؟!

هناك من يحمل سلم الوطنية بالعرض ويعتبر نفسه النموذج الأعلى الذي يجب أن يقتدي به بقية المواطنين. مثل هؤلاء يُذكرني بكلمات أغنية في فيلم (سمع هس)، صاغ كلماتها، التي تتغنى بوطنية زائفة، الشاعر بهاء جاهين، وتقول بعض هذه الكلمات التي يغنيها حسن كامي بأسلوب فكاهي بصوته الأوبرالي القوي:

أنا وطني بنشد وبطنطن


واتباهى بمجدك يا وطنطن

على كل الأوطان متسلطن


رجالتك طول عمرها رجالة

***

يذكرني هؤلاء بالدب الذي قتل صاحبه حباً، بعد أن قام باحتضانه بقوة غير مُدرك بالطبع أن ما فعله قضى على صاحبه. ولا يختلف هؤلاء عن بعض الدعاة والمشايخ الذين يتباهون على الناس بشدة تدينهم ليظهروا غيرهم أقل التزاماً منهم، ولا أدري متى يعلم هؤلاء، وأولئك، أنهم مجرد بشر ، فلا الدُعاة يملكون مفاتيح الجنة، ولا في أيديهم تحديد من يدخلها، ولا مُدعو الوطنية يملكون وكالة عباءات الوطنية يُلبِسونها لهذا وينزعونها عن ذلك من الناس.

***

إن مثل هؤلاء يغيب عنهم بعض حقائق، منها:

- أن الوطن للجميع وليس هناك قالب يُصب داخله كل مواطن حتى يخضع للمواصفات الوطنية التي يحددها مدعو الوطنية.

- هناك مواطنون مزروعون في تربة هذه الأرض قبل اختراع النبات الصناعي، لا يحتاجون الى «فحص دوري» لإثبات إنتمائهم، فبعد أن استتبت الدولة أصبح حتى المناوئون، بل والأعداء السابقون، مواطنين لهم نفس حق المواطنة التي لغيرهم .. فالانتماء للوطن يجُبُّ ما قبله.

*

نافذة:

جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، والأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني