العمل الخيري يفتقد محمد السبيعي

لن ينسى تاريخ العمل الخيري في المملكة أحد أهم الداعمين له وأكبر المؤمنين به، ولن ينسى مجتمع مسقط رأسي مكة المكرمة والدنا الشيخ محمد إبراهيم السبيعي أحد رجال الأعمال النبلاء الذين أنجبتهم القصيم وهاجروا طلبًا للرزق والعمل إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. توفي والده وهو في الحادية عشرة من عمره وتركه مع شقيقه عبدالله يتامى في المدينة المنورة ثم انتقلوا مع عمهم ناصر إلى مكة المكرمة لتبدأ حياة الكفاح والعمل من دراسة متقطعة في مدرسة الفلاح بمكة المكرمة إلى وظيفة مشرف طريق براتب ثلاثين ريالًا إلى شراكة مع رفيق درب العمل في القطاع الخاص في أول تجربة شراكة له مع الشيخ سليمان بن غنيم، استمرت 28 عامًا انتهت بعودة الشيخ سليمان إلى نجد واستمرار الشيخ محمد بشراكة مع أخيه عبدالله في مجال التجارة والصيرفة ليكونا صرحًا كبيرًا في مجال الصيرفة بعمل مؤسسي ارتبط بالعمل الخيري والإنساني ثم تحول فيما بعد إلى شراكة كبيرة في إنشاء أحد البنوك السعودية (بنك البلاد) .وتنوع نشاط الشيخ محمد إبراهيم السبيعي في أعمال عملاقة تجارية وصناعية وعقارية متعددة ولكن نشاط الشيخ في العمل الخيري والإنساني كان يتقدم جميع أعماله التجارية فأسس مع أخيه أوقافًا خيرية بعمل مؤسسي لها أثر كبير في نشاط العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية ولها مردود كبير على المجتمع في جميع أنحاء المملكة وعلى وجه الخصوص دوره في إنشاء ودعم دور الأيتام ورعاية الأيتام. وكان لي الشرف بمزاملته في عضوية مجالس إدارات بعض الجمعيات الخاصة لرعاية الأيتام في مكة المكرمة فتعرفت عليه من قرب وعلى خلقه العالي وكرمه في العمل الخيري ومنافسته القوية لفاعلي الخير. كان حريصًا كل الحرص على سرية عمله الخيري بعيدًا عن الإعلام وعن الوهج الإعلامي في الأعمال الخيرية. عرفته بقوة إيمانه وحسن خلقه ووفائه لأصحابه وحرصه على التواصل. قليل الحديث ،حكيم إذا تحدث ،ناصح أمين كنت حريصًا على رؤيته كل بداية شهر رمضان في حفل الاستقبال الذي يقيمه أخي وصديقي الحبيب الأستاذ إبراهيم السبيعي ابنه الكبير إلا أنه غاب عنا في شهر رمضان الماضي وقيل لي إنه معتكف في حرم مكة المكرمة. وكان رحمه الله سيد المجلس ونوره صاحب البسمة والروح الجميلة. لقد فقدت مكة المكرمة والقصيم وفقدت المملكة بأكملها أحد أنبل رجال الأعمال وأحد أشهر فاعلي الخير من رجال الأعمال. رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان ولنا في أبنائه وبناته الأمل في أن يسيروا في خطى والدهم في أعمال الخير وأخص بالذكر ابنه أخي إبراهيم السبيعي وهو قد أخذ طريقه في حياته.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»