موقف صادم؟!

بعد التظاهرات العنيفة في الشارع الأمريكي التي قادها مجموعة من العنصريين اليمينيين البيض الأسبوع الماضي في فيرجينيا، والإدانة المائعة لها من الرئيس ترمب.. خرج كثير من المحللين يطالبونه بأن يُسمي الأشياء بمسمياتها، فهو لم يُدِن بوضوح من هم خلف هذه التظاهرات التي أودت بحياة فتاة أمريكية وأصابت 19 آمريكياً آخر، بل وانتقده حتى سياسيون داخل حزبه بأنه كان ينبغي أن يصف هذه الأعمال بالإرهاب.

***

إن إرهاب جماعات البيض المتطرفين سبق كل ما جاء بعدها من أعمال عنف، خاصة وأنها تبنت منذ بدايتها العنف ضد غيرها من فئات المجتمع الأمريكي. ويخشى المنتقدون لموقف الرئيس ترمب من أن تصريحاته هي بمثابة إعطاء ضوء أخضر لهذه الجماعات المتطرفة التي لم يتحرج كل الرؤساء الأمريكيين السابقين من إدانتها دون تحفظ. ولعل ارتياح مجموعات العنف الأبيض بمختلف تصنيفاتها لتصريحات ترمب، التي يُصر على تكرارها رغم شدة المعارضة لها، هي أخطر ما يخشاه المراقبون لتطور هذه الحركات العنصرية المقيتة.

***

أبرز الانتقادات التي وُجِّهت للرئيس ترمب هو أنه في الوقت الذي يؤكد فيه على خطر ما يسميه بـ»الإرهاب الإسلامي» .. فإنه يضنُّ بهذا الوصف على المجموعات العنصرية الأمريكية، بل ويساوي بينها وبين المتظاهرين الذين قاموا بالتصدي لها ! ،ولم تهدأ التعليقات والتحليلات والإدانات لموقف ترمب منذ اندلاع هذه المظاهرات العنصرية منذ أسبوع مضى وحتى اليوم. خاصة مع خشية المراقبين أن يكون خطر هذه الجماعات العرقية الأمريكية أوسع على أمريكا مما يدعوه ترمب بالإرهاب الإسلامي، فهذه الجماعات في رأيهم أخطر من «داعش»!!

ونستكمل غداً..

* نافذة:

عدد ضحايا أمريكا منذ 2001 بسبب منتمين لليمين المتطرف: 48 ،وبسبب متطرفين مسلمين: 26

خالد العلكمي