أولاد العز

تحدث سمو ولي العهد -حفظه الله- عن سلبيات وإيجابيات الدخل الريعي الذي ارتبط بالبترول، وكيف «علمنا الكسل» ثم وجدت نفسي أتفكر في المجتمع الكسول وكيف يكون شكله؟ وما مثاله؟ واستنتجت أن حديث سموه إنما أطلق الكل وأراد الجزء من باب استخدام الاستعارة والبيان، لأن ‹المجتمعيات› تتداخل فيما بين بعضها البعض، لا عجب أن وجدت شريحة ضمن الشرائح تعلمت «الكسل» لأن بعض الناس بسبب العاطفه والحب الفطري يغرسون في الأبناء الكسل. وما نعايش اليوم من «الشباب» ممن يسميهم البعض (أولاد العز) فهؤلاء توُفِّرت لبعضهم كل معطيات الحياة الكريمة، فتعاملوا معها كوجبة رئيسة تتبعها حياة الرفاهية، «حلا»، على مائدة طعام صنفت الأولى عالميًا في هدر الطعام، في وطن صنف الأول عالميا في إحصائيات استخدام الماء باللتر لكل مواطن. لكن هذه الشريحة صغيرة من جيلنا الحالي وقصدت وصفها «كمجتمعيات» من باب التصغير إن صح التعبير، لأنها لا تمثل الأغلبية بأي حال من الأحوال، مع الإقرار بوجود كسل. ولكنه كسل يجسده عدد صغير من المرفهين الذين يمكن وصف أحدهم بالمدلع و-الأرجح- أنهم أقل من ١٪‏ من المواطنين، وشريحتهم يمكن تميزها في موسم «الإجازات» فهؤلاء يسافرون إلى أشهر بلدان العالم، ويتمتعون بما لذ وطاب في أغلى الفنادق ويرتادون فئة الخمس نجوم من المطاعم ويرجح أن ليس منهم من عمل يومًا في حياته أو كد رزقه بعرق جبينه! ويصح القول: إن هذه الشريحة من الناس ليست محصورة في مجتمع بعينه أو ببقعة محددة في العالم، فهي علميًا في سيرة الشركات الأسروية عينة من الجيل «الثالث» الذي يضيع ما بناه المؤسس. ومع أنهم جزء من شريحة 1% ولكن يظل الجيل الثالث بهذه الشركات الأخطر سلبًا أو إيجابًا

.


فِي مقابل ذلك -تعرفت وبكل شرف- على أغلبية عظمى من أبناء وطني، من جيل ترعرع على أيدي رجال ونساء يتبعون سنة المعلم الأول -صلى الله عليه وسلم- ودستورهم كتاب الله، فهم جادون وكادحون ويعملون لا يعتمدون على ما ورثوا وإنما يسعون لتنمية ثرواتهم للإسهام في الصناعة الوطنية والتجارة والخدمات على نحو أو آخر

.


وأتوقف «لحيظة» لكي أشير إلى أن دراسات وضعت الأساس عن من «ينجح» فهل هو دائمًا الأكثر كفاءة؟ لقد خلصت إلى الواقع عالميًا بأن الحظ مع من لديه أكثر لأنه -في الغالب- من «الكسالى» الذين كونوا ما يسمى عاميًا، «رباطية» مع «كسالى» آخرين لتقسيم «الكيكة» بدون إنتاج، اللهم إلا السراب، ولكن ذات الدراسات العلمية تشير الى أن الأرض دارت بالأمس وستدور اليوم وإلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا، أي ستدور غدًا -بإذن الواحد الأحد- والقصد أنه حتى في حال وجود فشل عظيم لجيل ما، فإن الحكمة الإلهية يا عزيزي القارئ تشير إلى أن ربك سيخلف في أرضه من هم قادرون وجاهزون ومستعدون لتعميرها، وأختم سطوري بمسك الختام قال تعالى: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»