دربكة يا دنيا دربكة

منذ أن بدأ الحديث عن العودة إلى المدارس، والصحف ممتلئة حتى التخمة بأخبار موسَّعة مع صور وتحقيقات متنوعة حول أحوال، أفضل ما يُقال عنها أنها سيئة وبامتياز.

صور من زوايا مختلفة لمبانٍ مدرسية مهترئة وصدئة، وأخرى محزنة للتكدُّس في توزيع الكتب المدرسية، وهلمَ جرَّا.


ومع بداية العام الدراسي حدث العجب العجاب، حين تحوَّلت شوارع وميادين المدن الكبرى والمتوسطة إلى عك مروري وسَلَطَة من تزاحم سيارات ومركبات فوق الخيال.

مسؤولو التعليم وإدارات المرور والأمانات والبلديات كعادتهم كانوا جاهزين بالتبريرات والفذلكات اللفظية ومشجبهم الوحيد المشترك كثرة الأعداد، سواءً للطلاب والطالبات أو المركبات، وهو ما يشي بنفي المسؤولية عن إدارتهم ووظائفها!.


المواسم ومنها بداية العام الدراسي ليست عارضة تأتي لمرة واحدة أو خاطفة تأتي في العمر لحظة! بل هي دائمة الوجود في الأجندة المجتمعية والوطنية، وهذا يعني أن مثل هذه المشكلات المتكررة كل عام وكل موسم وبنفس الصورة ما كان يجب أن تكون لو وجدت تفكيرًا عمليًا مؤسساتيًا في معالجتها.

الإجازة المدرسية لهذا العام كانت طويلة وتاريخية مما يعطي إدارات التعليم والوزارة الوقت الكافي في إجراء الصيانة اللازمة لكل مدرسة في طول الوطن وعرضه، وطباعة وتجهيز الكتب المدرسية بوقتٍ كافٍ، وتوزيعها على كل المدارس بدون تأخير. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالعك المروري وسوء الحركة سواءً حول الجامعات والمدارس أو في الطرق المؤدية لها، فالإجازة وفرت وقتًا طويلًا جدًا للتنسيق بين إدارات المرور وأمانات المدن والبلديات لو كان هناك بالفعل تنسيق، بحيث يتم استخدام كافة المداخل والمخارج الكبيرة والصغيرة في كل مدينة ووضع الخطط العملية لاستخدام أفضل للطرقات والشوارع حول وإلى ومن المؤسسات التعليمية، جامعات كانت أو مدارس.

أكتب هذا ليس نقدًا جارحًا أو انتقاصًا من أحد، ولكن حرصًا وأنا أنتمي إلى سلك التعليم أن يتم تجاوز مثل هذه الإشكالات في الفترات الطويلة التي تمنحنا إياها الإجازات، وأن يتم وضع الخطط ليس كردود فعل وقتية وآنية، بل ضمن أجندات دائمة وكعمل مؤسساتي متواصل ومستمر طوال الأعوام، وأن ما لم يتم إنجازه في هذا العام سيكتمل في العام المقبل وهكذا نقضي على صور مؤلمة ومحزنة تتكرر كل موسم، ومع بداية كل عام، وهو ما يسيء إلى الاهتمام الضخم الذي توليه الدولة للتعليم ولمؤسساته، وحتى نضمن أيضًا انضباطًا وسلوكيات ملزمة للطلاب والطالبات تنمي فيهم تحمُّل المسؤولية وتقدير خدمتها بما يحقق أهدافًا تخدم المجتمع والوطن بأفضل صورة أو أجمل مثال.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!