مصرع السفاح؟!

اعتذار وزير التعليم، عن الخطأ - غير المقصود - الذي ظهر في صورة التوقيع على ميثاق هيئة الأمم المتحدة في مقرر الدراسات الاجتماعيات والوطنية، ذكرني بحكاية خطأ لا يقل فداحة حدث في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر. فقد تزامنت زيارة لعبدالناصر للباكستان مع مقتل سفاح مشهور اسمه محمود أمين سليمان.

جاء نبأ مقتل السفاح إلى جريدة الأخبار، وكان من اللازم تغطية خبر سفر الرئيس وفي نفس الوقت الإعلام بنبأ التخلص من السفاح، فقامت جريدة الأخبار في أبريل 1960 بنشر الخبرين في الصفحة الأولى بعنوانين «أسفل بعضهما» و»بنفس البنط»، كالتالي:


مصرع السفاح عبدالناصر في باكستان

ما أعطى انطباعًا أنهما خبرٌ واحد، جاءت قراءته كالتالي: «مصرع السفاح عبدالناصر في باكستان»!.


****

كان المفروض - فنيًا- أن يوضع خط فاصل بين الخبرين، الأمر الذي فسره البعض بأنه بمثابة وصف لـ»عبدالناصر» بـ»السفاح». لذا فقد تدهورت علاقة عبدالناصر بالأخوين علي ومصطفى أمين لتنتهي بهروب الأول إلى لندن، واتهام الثاني في قضية تخابر دخل على إثرها السجن، ولم يعد الأخَوان «أمين» إلى الحياة الصحفية بعدها، إلا في عهد الرئيس أنور السادات، الذي لم يسلم أيضًا من خطأ فني وصفه بالرئيس «المُدمن»، بدلًا من لقبه المُحبب الرئيس «المؤمن»!!

****

وأتساءل أخيرًا: ماذا نفعل باعتذار لا يحمل أي مسؤولية عن الخطأ؟ فمع تحمل الوزارة تكاليف طباعة النسخة المُصححة من المقرر، وكل الإجراءات والنفقات المتأتية من عملية سحب وتجميع وإتلاف النسخة القديمة من الكتاب، لا أستبعد استمرار اللجنة المشرفة على إصدار الكتاب في عملها كالعادة.. وكأنك «يابوزيد ما غلطت»!

#نافذة_

alsowayegh

بعض الأخطاء هي أقرب للجرائم من كونها أخطاء عابرة يمكن تصحيحها!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»