المرجفون

يعيش بيننا فئةٌ من الناس وراء الأبواب المغلقة، ينظرون من ثقوبها الصغيرة بمنظار أعينهم الضيقة، إلى مساحات العالم الواسع المُتجدِّد والمُتطوِّر، ويُتقنون التلوُّن بالألوان الضبابية القاتمة، ويتّسمون بالسلبية والكذب، وتلفيق الأحاديث، ونشر الشائعات، وينزعجون من نعم الله على الوطن الغالي التي تطال مؤسساته الخلابة، ويرفضون الحوار الواعي والتطور المتلاحق في مناحي الحياة المختلفة، فتتلاقى مصالحهم الهدَّامة مع مصالح الشيطان عندما يقومون بتزييف الحقائق ونشر الشائعات برغبة صادقة للإساءة للطرف الآخر، والتشكيك في كل عمل يهدف للإصلاح الفكري والمجتمعي، الذي يرفع من مستوى أفراد المجتمع، ويزيد من لُحمة الوطن، ويمنون النفس بأن يطال تخريبهم المعنوي والمادي جوهر مؤسسات الوطن، بهدف أن تصبح خالية من أهدافها السامية والنبيلة حقدًا من عند أنفسهم، وذلك بتوجيهات من محرِّكيهم في الداخل، أومن جهات خارجية، تُحرِّكهم كخيوط العنكبوت المتهالكة، ليتساقطوا كالأقزام واحدًا تلو الآخر في حفرة الموت التي تبتلع أجسادهم، وقذارة أفكارهم، ويصبح أمر كشف أقنعتهم من أجمل ما حدث لنا، وتناقص أعدادهم بمثابة الضوء الساطع الذي يكون على هيئة رسالة تحذيرية لمن يسيرون على نهج خطواتهم نحو الهاوية، هؤلاء هم المرجفون.. الذين ذكرهم الله في محكم التنزيل: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلا قَلِيلاً).

نحن بحاجةٍ ماسة إلى تحصين أنفسنا -حتى آخر رمق في حياتنا- من هؤلاء المرجفون، وذلك بتحصين النفس ضدهم والقضاء عليهم برفض وجودهم بيننا، ونبذ سموم أفكارهم الهدَّامة التي تسعى لتفكيك نسيج المجتمع المتماسك، وعلينا الوقوف أمامهم كالبنيان المتماسك الصلب لصد هجماتهم التي تُشبه فقاعة الصابون، والتي تتلاشى بمجرد لمسها، ليفشل أملهم في تحقيق انتصارات هزيلة وضعيفة تموت في مهدها قبل أن يُكتب لها الميلاد.


حفظ الله بلادنا من شرورهم، وأدام علينا نعمه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»