دور أكبر لسفاراتنا في الخارج

قديمًا قالوا: الغريب أعمى وإن كان بصير، فهو عادةً ما يكون في بلد غير بلده، ومع أناس لا يعرفهم ولا يألفهم، وفِي نفس الوقت قد يكون اللسان غير لسانه، فيبحث عن المخرج ومن يدله ويجعل أموره سهلة هيّنة دون معاناة أو تعب.. والسفارات السعودية في كل بقاع العالم هي العين التي تجعلنا نُبصر ونُسيِّر أمورنا خارج حدودنا بيسرٍ وسهولة.. فالسفارات ممكن أن تُعِد دليلاً -في كل دولة موجودة فيها- عن الخدمات الصحية والتعليمية والسياحية، وإرشاد المواطن حول التكاليف المتوقعة، وعن المحاذير في التعامل، وهذا ولاشك يُساهم في تقليل المشكلات التي قد نتعرض لها في الخارج، ويضعنا في الطريق الصحيح، ووجود هذه الأدلة لاشك تُسهم في تخفيف الضغط النفسي على المواطن، وتقيه مصادر المشكلات، وحتى إذا حدث طاريء يسهل على القنصلية الاتصال وحل الإشكال، كما يمكن أن يتم التقييم للخدمات واستبعاد جهات وإضافة جهات أخرى بما يخدم المواطن، ويُيسِّر عليه أموره.. ويُسهِّل عليه التواصل مع القنصلية، وبالتالي تستطيع أن تتفاهم مع هذه الجهات، وتُقرِّب وجهات النظر، ونحن كمواطنين لا نستغني عن هذه الخدمات، ونعدها أساسية وضرورية تجنّبنا الكثير من المتاعب، وتجاوز من يرغب في التلاعب، وتحسب بالتالي لسفارتتا ألف حساب.

سألت شؤون الرعايا في قنصليتنا في أسطنبول عن الخدمات الصحية والتعليمية والسياحية، وكيف أتعامل معها، وكانت الإجابة أن أَي نصيحة أو توصية أو توجيه من طرفهم للمواطن، تُؤخذ على محمل معكوس، بمعنى أن حدوث أَي مشكلة، يلتفت المواطن للموظف، ويُحمِّله المسؤولية كاملة بسبب التوصية، لذلك يجب أن يستشعر المواطن أن القنصلية هدفها خدمته ودعمه، فأي مشكلة -هي مشكورة- تقف في صفّه، وتُوجِد له المخرج، ولاشك أن الطرف الآخر المُتعَامِل مع المواطن يُدرك أهمية وجودها، وتخوّفه من كونها طرفًا مُؤثِّرًا، له قيمته، لذلك المطلوب منّا أن نعي أهمية دور القنصلية، ونحاول الاستفادة منها ومن خدماتها، ونترك السلوك العدواني: بأن مَن نصحك مسؤول، وإذا استفدت منه لا تشكره، وإذا خسرت منه حاكمته، للأسف هذا التوجه موجود فينا، وبسببه نخسر خدمات جليلة وهامة تجعل حياتنا أكثر يسر وسهولة، فهل نتعظ ونُدرك أهمية هذا الدور الذي يجب أن يُمَارَس، حتى نستطيع أن نستمتع بحياتنا؟!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»