حالة طوارئ عادلة.. تبحث عن المدينة الفاضلة

* كتبتُ جملة من المقالات عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نـزاهة)، وأنها فيما مضى قـد خـرجت عن مسَارها والغاية من إنشائها؛ حيث رَكّـزت على البرامج التوعوية التي تحذر المجتمع من الفساد وتَبِعَاتِه، كما اهتمت بإقامة المؤتمرات والندوات دائرةً في ذات الفَـلك؛ بينما غـابت عن تحقيق هـدفها الأسمى: (كـشف الفساد الإداري والمالي، وملاحقة مرتكبيه، واسترداد ما نهبوه من المال العام)، وهذا ينطبق على المؤسسات الرقابية الأخرى.

* ولأني ضَـرَبْـتُ كثيرًا على ذلك الوَتَـر مع (نَـزاهَـة) فقد تواصل معي أحد مسؤوليها ذات مـرّة، محاولاً ذكر العديد من المُبرّرات التي لم تكن مقنعة حتى له، ثمّ ما فهمتُه منه -وإن لم يُصـرّح به- أنّ التحقيقات في العديد من ملفات الفساد كانت تنتهي عند شخصيات اعتبارية كبيرة يصعب المَسَاس بها، بل حتى الاقتراب منها؛ فدونها حاجز أو خـطّ أحمر لا يمكن تجاوزه أو القفْـز عليه، ومِن يومها أُصِبْتُ بالإحباط واليأس، وسَكَن قناعاتي بأن (الفـساد سيظل ينهش في مفاصل الكثير من مؤسساتنا الحكومية، والنتيجة ضياع للمليارات، وبُطء في عجلة التنمية)!.


* ولكن ليلة قبل أمسِ، كانت تاريخية وفاصلة في تاريخ وطننا فـ (سلمان الحزم، ومعه ولي العهد الأمين) زَلْزَلا أركان الفساد بـرَبِـيع حقيقي ذي نَسَمَاتٍ طاهرة، وحالة طوارئ لم تستثنِ أحدًا؛ فجاءت عادلة؛ ولها رفع السعوديون الـرَّايات، وطافوا بها مواقع وبرامج التواصل الحديثة والمنتديات، مُبتهجين بالانتصار على الفساد وهـواميره، وتعزيز قِـيم النزاهة في وطنهم.

* مـساء السبت تحولت عبارة (كائنًا مَـن كان) التي كنّا نعتقد بأن تطبيقها حُلم مستحيل المنال إلى واقع ملموس ومحسوس؛ إذ تمّ الإعـلان صـراحة عـن توقيف طائفة من الأمراء والوزراء وكبار الشخصيات القيادية بِتُهَمٍ تنوعت بين الاستيلاء على المال العام، والتّكَسّب غير المشروع عن طريق دفع الرشاوى، وغسيل الأموال، وكذا التلاعب بمناقصات المشروعات الحكومية؛ تلك الـخطوات والإجراءات جاءت بالتأكيد على خلفية معطيات ومعلومات توصلت إليها جهات الرقابة والتحقيق.


* وهنا إذا كانت خطوات (السبت السعيد) في حياة أبناء المملكة قـد أَجْهَـضَت مقولة (مَا فَات قَـدْ مَات) بفتحها للقديم من ملفات الفـسَاد؛ فإنها تُـؤَسِّـس بالتأكيد لوَطَـنٍ جديد لا بقاء فيه إلا للشرفـاء، وَطَـنٌ فيه العدل والمساوة؛ فلا طبقيّة ولا استثناءات، وَطَـن ستكون أمواله وثرواته ملكًا لأبنائه، والشّـفَـافية هي الحاضرة في كلّ عناوينه وقـراراته.

* فشكرًا لـقائد الحَـزم والعـزم (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان) على إخلاصه وسعيه لخدمة وطَـنِه، والشكر لـ (سمو ولي العهد محمد بن سلمان) الذي يواصل الليل بالنهار، باحثًا عن الإصلاح والمدينة الفاضـلة في بلاده، والخيرِ كـلّهُ لشعبـه؛ وهذه دعوة لجميع أطياف المجتمع السعودي للالتفاف حـول قيادته، والعمل على بناء وتنمية وطنه، والمساهمة في الكشف عن الفساد وأهله؛ فقـد دَقّـتْ ساعة الحقيقة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»