مدرب المنتخب القادم

لم أكن مؤيدًا لفكرة التعاقد مع باوزا، وعندما تناثرت الأخبار في حينها وحصل التعاقد آثرت ألا أكتب عن الأمر؛ كونه أمراً قد حدث، وعندما أقالوه حمدت الله على ذلك، فمع باوزا الذي فشل مع الإمارات في المنافسة على التأهل، بل كان يصارع حتى لا يكون في ذيل القائمة، معه لن يكون لنا صوت في كأس العالم فوداعاً له والقلب داعٍ له بطول البعد والغياب.

وحالياً تتناثر الأخبار من جديد عن احتمال تعاقد اتحاد القدم مع الأرجنتيني خوان أنطونيو مدرب منتخب تشيلي المستقيل، بعد إخفاقه في قيادة بطل أمريكا الجنوبية للتأهل إلى كأس العالم 2018.


ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فسأكتب هذه المرة وليت كلماتي تصل إلى اتحاد كرة القدم؛ لتخبرهم أن هذا الاختيار غير مناسب، ليس لأنه لم يتأهل بمنتخب تشيلي وحسب، فمن يفشل في مهمة قد ينجح في أخرى.. ولكن لأنه يجب أن يكون لاختيار المدرب أسس معينة يتم الاختيار بناء عليها، أولها أن لا يكون مدرباً شهيراً؛ فالمدربون المشهورون لا يبحثون عن إنجاز مع المنتخبات المتأخرة عالميّاً كمنتخبنا، وإنما يبحثون عن المال فقط، وثانيها أن يكون مدرباً لديه طموح يحققه، وهو أن يذكر اسمه بين المدربين الكبار، فهذا من سيسعى جاهداً للنجاح، وهذا من سيبذل جهده وأكثر؛ كي يلفت منتخبه الأنظار في كأس العالم.

وفي التاريخ عبر ومواقف شاهدة، في أول تأهل لنا لكأس العالم درب المنتخب الأرجنتيني «خوزيه سولاري»، ولم يكن وقتها معروفاً، وقدم المنتخب مستوى أبهر العالم وتأهلنا لدور الستة عشر، وفي 98 تعاقدنا مع أشهر مدربي العالم آنذاك «كارلوس البرتو بيريرا»، وبوجوده تزايد سقف الطموح والتوقعات، وقلنا: أقل شيء نرضى به دور الأربعة، غير أن ما حدث كان صادماً؛ حيث خرجنا بالمركز الأخير بنقطة واحدة حققناها بالتعادل مع جنوب إفريقيا جاءت بكل كلفة، والذي حققها هو الوطني محمد الخراشي بعد إقالة «كارلوس البرتو».


وفي تلك البطولة وقبلها بالتحديد كنا نرسم توقعاتنا حول خط سير الأخضر في البطولة بكل ثقة في المراحل المتقدمة، كيف لا ومدربنا «كارلوس البرتو» المدرب الشهير والقدير، واتضح بعد ذلك أنه لم يأت إلا لجني الأموال، وأتذكر كلام أحد نجوم الأخضر لي بعد عودتهم من كأس العالم حين قال: «كارلوس البرتو الذي دربنا في 88 لم يكن كارلوس البرتو الذي دربنا في 98 نهائيّاً».

والخلاصة أن منتخبنا ليس بالمنتخب المرصع بالنجوم، وليس منتخباً ثقيلاً فنيّاً؛ ولذلك لا بد من البحث عن مدرب يعمل ويعمل ويعمل، مدرب يبحث عن مجد، مدرب لديه طموح يتوازى مع طموح منتخبنا، مدرب لا يأتي من أجل المال، بل يأتي من أجل إثبات الذات؛ من أجل أن يكتب اسمه واسم المنتخب الذي يدربه في سجل الإبداع والتفوق الكروي.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»