ديسكو الفساد!

* كلما عنّ لي الحديث عن الفساد وأهله وهو فعل (أي الحكي عن الفساد) بات كالعدوى سريعة الانتشار، فلربما غيري كُثر وأنا أكتب في هذه (اللحظة) يوجد من يحكي عنه. أقول كلما سمعت أو قرأت عن هذه الحكاية (الصرعة) تذكرت تلك القصّة التي قرأتها في زمن غابر لم ولن أستنكف عن ترديدها واقتباسها، كلما سمح لي الموقف والمقال.

* قبل الاسترسال رأيت من باب احترام القارئ الكريم الذي سبق وأن قرأ الحكاية في مقال سابق أن أنوّه الى عدّم طزاجتها، وإنما وجدتها مناسبة للطرح الآن بعد توابع زلزال القبض على الفساد في رابعة أحد نهارات الوطن. هي بالفعل فرصة لإعادة سردها ولكن بأسلوب آخر لعل ما تحتويه من دراما كوميدية ينفع لكتابة سيناريو جديد يضاف لمسلسل مكافحة الفساد الذي فاقت عدد حلقاته المسلسلات المكسيكيّة، ناهيك عن حبك الإشاعات والطقطقة والتبهير بالنكهة المحليّة الخالصة.


* الحكاية يا قوم عن حاكمٍ أراد تعيين وزيراً للمال وكانت نظافة اليد هاجسه. كيف سيتأكد من أمانة الوزير المطلوب؟ هُنا المعضلة حسب رؤية الحاكم. سأل أهل الرأي والمشورة من معاونيه ولما لم تكفهِ الآراء التي قُدّمت عاد إلى شحذ ذهنه لعله يجد الفكرة المناسبة.

* بعد تفكير طويل وجدها..


* أُعلِنَ للناس شغور منصب وزير المال فعلى من يجد في نفسه القدرة والكفاءة و(الأمانة) نُكرر (الأمانة) فليتقدم بمؤهلاته إلى الديوان. تقدم من تقدّم وكان الحاكم (بنفسه) في صدر قاعة (المقابلة الشخصيّة) يستقبل المُتقدمين، بعد أن يكونوا قد مرّوا واحداً تلو الآخر في ممر طويل وضعت على جوانبه المجوهرات والحُليّ والقطع الذهبية وأكيد النقود الكاش.

* لا أسئلة ولا اختبار للمعلومات أو (قياس) للقدرات في المقابلة الشخصيّة.

* المطلوب الرقص فقط! نعم الرقص.

* كان بلا شك شرطاً صاعقاً لبعضهم، فالذي ملأ جيوبه بما خف حمله وغلا ثمنه قد افتضح حينما تناثرت مسروقاته. الجميع على هذه الشاكلة الفاضحة ما عدا فرد واحد.. استمر حتى ملّ منه الرقص.. كانت جيوبه فارغة؛ لأنه بكل بساطة رجل أمين فتم تعيينه.

* الحكاية برمزيتها تستحق إعادة الطرح فهل وصلت دلالات الفكرة المُبتكرة؟

* قيل الكثير عن الفساد، أشكاله، ميادينه، طرائق مكافحته لكن بقي عتاولة الفساد جبلاً لا تهزّه ريح (نزاهة) حتى حدث الزلزال (إياه) فاهتزت الجبال وتوابعها فأدار الحدث الرؤوس وشُحنت سود (الجموس) ولم يبقَ سوى شحذ الفؤوس.

aalkeaid@hotmail.com

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»