الشعراء السعوديون والقدس

يعج الشعر السعودي بآلام الشعراء وحسراتهم على أرض القداسة «القدس الشريف» والمسجد الأقصى، ويستحثون الهمم لتحريرها من منطلق إسلامي صِرف، ويصف الكثيرون منهم الموت دون القدس بأنه «أمنية»، وفي مقدمة هؤلاء الأمير الشاعر عبدالله الفيصل الذي يقول في قصيدة «قل للفدائيين»:

قل للفدائيين قد آذنت


شمس العدا بعد الفدا بالغياب

وبان فجر الأمل المشتهى


زاهي الرؤى تشرق فيه الرغاب

وليلنا بعد اشتداد الدجى

ينفض عن برديه ثقل الضباب

وأصبح المدفع مرسالنا

للظالم الباغي وليس الخطاب

ففي الحشا تصرخ ثاراتنا

ويلٌ لمن مرّغنا بالتراب

وحرمة الدين تقول: افتدوا

أرض القداسات ودكوا الصعاب

والمجد تدعونا هتافاته

للزحف في عزم الأسود الغضاب

فالموت دون القدس أمنية

يجزل فيها للشهيد الثواب

وممن صوّروا قضية القدس ومحنتها في شعره أيضاً حسن عبدالله القرشي في قصيدته «إخوة الثأر» في ديوانه (البسمات الملوّنة) ص 85، يقول:

إخوةَ الثأر على الأرباضِ دُجُنُّ

وعلى «القدسِ» عدوٍّ مطمئنُ

سرقَ النصرَ وفي أفواهِنا

من مجاني نصرنا سلوى ومنُّ

وتمطى فإذا الدنيا لَهُ

مهرجانٌ وإذا الآمالُ تدنُو

سلبُ الأرض وفي الأرض لنا

أيُّ تاريخٍ له الأجيالُ ترنُو

وها هو غازي القصيبي يتحدث عن مأساة القدس بحرقة ولوعة في قصيدة «عودة رمضان» من ديوانه (أنتِ الرياض) فيقول:

القدس بكاءٌ.. روح تنبض فيها الأشجان

عينٌ تتمزق والمسجد يتململ في أسْر الفُجَّار

القدس رجاءٌ، يطوي ليل الإرهاب إلى ليل الإسراء

يتحسس رايات محمد، وكتائبه عبر الصحراء

القدس دعاء.. القدس يرتل في محنته آي القرآن

يتشبث بالحلم الغضبان، فغدا ينفد صبر البركان

ويعود العاشر من رمضان، ويثور نفير..

ويضج المسجد بالتكبير، وتضيء منارته البيضاء

يقول الدكتور مصطفى إبراهيم حسين تعليقاً على هذه القصيدة: الإيقاع هنا هو الإيقاع الحزين المأساوي، تمازجه نبرة روحية، فالقدس بكاء، وعين تتمزق، والمسجد الأقصى يتململ في أيدي الفجار، والقدس يرتل آي القرآن، ويضج بالتكبير، فالشاعر هنا يستدعي تأريخ الإسلام في أوج البداية وذروة الروحية، فالقدس يطوي ليل الإرهاب إلى ليل الإسراء، والقدس يتحسس رايات محمد صلى الله عليه وسلم وليلة الإسراء، وروح التفاؤل هنا تمازج جو الحزن والخشوع، لأن براكين الغضب سوف تتفجر بالنصر، وبداية القصيدة حزن وخشوع ونهايتها نصر وظفر.

تلك ملامح من تفاعل الشعراء السعوديين مع قضية المسلمين الأولى، ومع ما يعانيه القدس الشريف من ظلم المعتدين، وقد تبدى فيها ربط الشعراء السعوديين للعروبة بالإسلام، وللإسلام بالعروبة، ووضعهم لحلول إسلامية لكل القضايا العربية. وما زال الشعر السعودي يطالعنا كل يوم بالجديد مع بقاء طغمة الاحتلال الباقية، نسأل الله تعالى أن يزيل شرورها عن مقدسات المسلمين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»