الدرس الأول للوزراء ومن في حُكمهم

* في دول الدساتير والقوانين يتم ترشيح الوزراء وأصحاب المناصب الحسّاسة، بناءً على سِيَرهمُ الذاتية (أولًا)، ثم الكفاءة، وبعدها الخبرات، وأخيرًا الشهادات العلمية - قد يتم ترشيح أشخاص مغمورين لم تعرفهم الأضواء من قبل، لكن إنجازاتهم وقدراتهم الشخصية تفرض نفسها، وتضعهم في صدارة الاختيارات، وكلما كان الـ(CV) أقرب للمعايير المطلوبة، اقترب الشخص أكثر من المنصب.

* حينما تتم التزكية والموافقة على المرشّح من قبل أعضاء البرلمان، وقبل أن يستلم مهامه التي سيُكلّف بها ؛ يخضع لدورة مكثّفة في البروتوكولات الدبلوماسية، ومهارات الاتصال مع الآخرين، وبالذات الإعلاميين ووسائل الاتصال، نعم... يتم إلحاق أي مرشّح بتلك الدورات، خصوصًا أولئك الذين لم يسبق لهم العمل كوزراء أو في مناصب حسّاسة. كل هذا من أجل حماية (معاليه) من الوقوع في المآزق (الكلاميّة)، التي قد تُحرج الحكومة، وتضطرها للتصحيح أو الاعتذار، وفي أسوأ الأحوال الطلب من الوزير تقديم استقالته، أو تستقيل الحكومة برمّتها!!


* وزارة الخارجية في بلادنا المملكة العربية السعودية، أدركت أهمية هذا التأهيل، فأنشأت مبكرًا معهدًا للدراسات الدبلوماسية، الذي يهدف (حسب موقع المعهد الإلكتروني) إلى بناء وتطوير قدرات العاملين في وزارة الخارجية والأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالعمل الدبلوماسي، عن طريق تزويدهم بالمعرفة المتعمقة والمهارات الضرورية التي يحتاجونها لتأدية مهامهم بشكل متميز، من حيث جودة الأداء، وأسلوب تقديم الخدمات، وطريقة التفاعل مع الآخرين.

* من هُنا أتساءل: أليس عمل الوزير (أي وزير) يندرج ضمن الأداء الحكومي الذي يغلب عليه الطابع والحصانة الدبلوماسيّة؟


* إذًا نعم، لماذا لم نسمع عن دورات تأهيلية للوزراء وأصحاب المناصب الحساسة، أولئك المُستجدين على درجة تلك الوظائف؟

* إذا كانت هذه الخطوة مفعّلة دون إعلان لماذا لم ينطبع ذلك التأهيل على الأداء حتى يرى الناس «المهارات الضرورية التي يحتاجها (الوزير) لتأدية مهامه بشكل مميز من حيث جودة الأداء وأسلوب تقديم الخدمات، وطريقة التفاعل مع الآخرين» حسب أهداف المعهد؟

* لو سُمِحَ لي باقتراح إضافةٍ لـ»إخضاع تلك الفئة الهامة من الموظفين للتأهيل في معهد الدراسات الدبلوماسية» - لطرحت فكرة أن يكون الدرس الأول لهم خطاب المؤسس الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - حين استقر بهِ المقام في المدينة المنورة والاجتماع بأهلها، قال في جزء من خطابه: «إن من حقّكم علينا النصح في السر والعلانية، ومن حقنا عليكم النصح لنا، فإذا رأيتم خطأً من مسؤول، أو تجاوزًا من إنسان فعليكم رفع ذلك إلينا للنظر فيه، فإذا لم تفعلوا ذلك فقد خنتم أنفسكم ووطنكم وولايتكم» انتهى.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»