في ماليزيا.. مشاريع بلا انتدابات!

* الأسـبوع قبل الماضي كُـنْـتُ في رحلة عَـمَـل إلى (مالـيـزيا)، كانت (الأمْطَار) تهطل بصورة شِـبْـه يومية ولعْـدة سَـاعَـات، ولكن ذلك لم يمنع (الـنّـاس) من الـتِـجْوال أثناءها وبعدهـا مباشرة؛ بـل كانت الحَـرَكـة وَقْـتَـهَـا كثيفة جـداً؛ لِـمَـا أن العاصمة الماليزية (كـوالالمبور) تشهد في مثل تلك الأيام حضور الكثير من الـسّـيّاح من مختلف الجنسيات، حيث فيها يَـقْـضُـون إجازات رأس السَّـنَة الميلادية.

* (أمواج الـبَـشَـر) كانت تـتَحـرك بُـحْـرّيـة مَـشـيَـاً أو على مَركباتهم رغم سقوط الأمطار الغزيرة؛ لأنه لا وجـود للمستنقعات أو البحيرات في الشوارع أو الميَادين أو الأنفاق، وليس هـنـاك اختناقات مُـروريّـة؛ أما السبب فبكل بـسـاطة (الـطّـرق) هناك صُمِّـمَـت في مَـيَـلان رَائِع، وغير محسوس لِـتَـتَكَيَّـف مع صَديقهـا (ماء المَـطَـر)، حيث يُغـادرها مودّعَـاً لها بِوِدٍّ ولُطْـف، مُـنْصِـرفاً مُـسْتعجلاً عبر مجارٍ جانبيّة، كانت فيما مضى مفتوحة، ومؤخراً تَـمَّـت تغطيتها بـ(بَـلَاطَات خَـشِـنَة الـمَـلْمَـس، ومميزة عن بقية الـرّصِـيْـف)؛ لتكون مُـرشِــدة لذوي الإعاقة البصرية، ومسَـاعِـدة لهم في حركتهم.


* تـلـك الـتّـجربة البسيطة نجـحَـت؛ لأن مَــن خـطـط مَـشَــروعاتها ونَـفّـذهَـا كان هَـمّـه الوحِــيـد والأوْحَـد خـدمة وطنه ومجتمعه، وجَـوْدَةَ مَـشَـاريع الـبِنيّة التي هي أسَـاس لكل تنمية وتـطَـوّر، بعـكس أولئك الذين كانوا يصنعون المشاريع ذات المبالِـغ المِلْـيَارِيّة ليتَسابقوا في نَهِـبها وسَرِقَـتها، لتَنتَـقِـل من بَاطِـن لآخـر؛ ثُـمّ تـكون نهايتها الحتْمِـيّـة الفـشَـل والغَـرق!!.

* صـدقوني مَن أراد النجاح في خطـط ومشروعات مؤسسته فعليه أن يتخلـص من تلك اللّـجَان الدائمة التي - أعرفُها جـيداً - فمعظمها ليس فيها إلا الإسـراف بتذاكر الـسَـفـر والانتدابات، وباستهلاك القهوة والشّــاي، والأحاديث الدائمة حـولها ؛ للـتـأكــيد بـأنّـهـا مـسَــامِـيـر الـرُّكَـب، وقــد يُـعـقــب ذلــك شيء من الـبُـوْفِـيَـهَـات والـمُـفَـطّـحات)!.


* أخيراً لـسْتُ أُفْــتِي ولم آتِ بـجـديد؛ لكن مــن أراد الإنجاز الفعلي في مشروعات مؤسسته، فعليه أن لا يُعِـيْـد صناعة المَـرْكَـبَـة وعجلاتها؛ بل عليه أن يصعد عليها في إرادة صَادقة وأمينة خالية مِـن شُـبْهَـة الفَسَـاد، مستثمراً تجارب الآخرين لِيِـبْـدأ مِن حـيـث انتهوا؛ فحينها فقط سَـتصِـل مؤسسته لأهدافها سـريعة سالِـمَة من (سَاهِـر وكاميراته)!!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»