الأمان والعدالة والازدهار

الطبيعة البشرية تتشابه وتتماثل لحد التطابق وبالذات في النزوع نحو حب الخير والعدل والرغبة في طلب الشعور بالأمان. ويصح القول بأن الفروق بين البشر من حيث العادات والتقاليد والثقافات والألسن تؤكد مقصد القرآن الذي قال إننا أمم متعددة. مع ذلك من طباع البشر التي يتفقون عليها ما يعرف (بالفضفضة) فهي في كل الثقافات، وهي أقرب لمشاركة الهموم والاهتمامات وتقاسم الأفراح والأتراح بعفوية وتلقائية. وأحياناً ربما لتبادل الرأي على نهج نصف رأيك عند أخيك. مما يحقق مقصد التواصل ليشمل معاني حث عليها النبي الكريم وخاصة بحق الجار، وهو ما يؤدي للتواؤم بين الناس فيزداد الأمن والأمان فيما بينهم ويرتقي المجتمع إلى مستويات أعلى من الاستقرار الذي يقود للإنتاجية والازدهار والعدالة. ففي اقتصاديات العالم الأول ينظر لهذه الجوانب بما فيها العدالة بأنها من الأولويات الاقتصادية التي لها أدوات لقياسها. فالأمم المتحدة على سبيل المثال وفرت معايير لقياس العدالة وتشمل توفر الهواء النقي ومستوى السعادة وانسيابية حركة المرور والتفاوت التنموي والطبقي والأجور ووجود طبقة وسطى ومقاييس أخرى غير ما أوردتُ على سبيل المثال وليس الحصر.

وعوداً على بدء نجد أن الاقتصادات المتقدمة التي تصنف بأنها الأعلى في الدخل وفي العدالة فإن تصنيفها إنما تم لتوفر معايير لقياس مستويات العدالة. فالمواطن فيها يتمتع بمداخل للتنفيس ونوافذ للفضفضة وأبواب للترويح عن النفس ولتخفيف الضغوط الحياتية والنفسية والجسمانية. فالرياضة لدى هذه الدول ليست لعباً والفنون ليست عبثاً وإنما لتعزيز الصحة النفسية والبدنية ولتوفير اللياقة اللازمة التي تساعد على رفع الإنتاجية وتخفيف كلفة علاج الأمراض التي تترتب من عدم الرياضة وعدم الترويح عن النفس وهي معانٍ تقود لاستدامة الازدهار الاقتصادي. ولهذا نجد ما يشبه التحالف بين القطاعات في هذه الدول. فالقطاع العام الصحي يسهم في تعزيز الصحة العامة والقطاع الخاص يقوم بالتدريب لأن هناك علاقة بين رفع المهارات وتخفيف الضغوط النفسية لأداء الوظيفة ويقوم أيضاً بأداء المسئولية الاجتماعية لأنها تدعم القطاع الاجتماعي غير الربحي الذي يؤدي دوراً وظيفياً ينتشل المواطن الفقير من العوز مما يعمق الشعور بالأمان لدى الفرد. وهناك قطاع الصحافة عموماً أو ما يسمى بالسلطة الرابعة إذ يفترض في أقلام الصحافيين أن تكون صوتاً للإنسان وتعبيراً عنه لتساهم مع القطاعات الأخرى في تحفيف الضغوط والدفع نحو المقاصد الخيِّـرة التي تحقق العدل والرفاه والأمن والأمان.


ويصح الاستنتاج بوجود صلة قوية بين الازدهار المستدام في الاقتصاد ومدى تطور منافذ لاستيعاب اهتمامات وأولويات الفرد كالتي أشرت إليها وخاصة تلبية نزوع الفطرة البشرية السوية نحو حب الخير ونشر العدل وطلب الشعور الجِبِلِّي بالأمن والأمان والعدالة والازدهار.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني