واتجهنا للمستقبل.. وسننتج

عبر عقود زمنية مضت كان أغلب اتجاهنا للماضي من خلال التفاخر والاقتداء به، حتى ارتقى الكثير من ذلك الى مرتبة التقديس للأماكن والأحداث الضاربة في جذور التاريخ، والمبالغة في اجترار تلك الأحداث الماضوية التي مر على معظمها قرون طويلة للتفاخر بها أمام الغير، أو للاختباء خلفها عند الشعور بالعجز، بالرغم من صراحة دعوة ديننا الحنيف المتمثلة في الكثير من مضامين كتاب الله الكريم وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تدعونا إلى التفكُّر والتدبُّر والعمل والإنتاج، بل إنها تدعونا إلى طلب أعلى درجات الجودة في العمل -بالرغم من كل ذلك- إلا أن حراكنا الحضاري والثقافي كان يعتمد بشكلٍ كبير على العودة إلى الماضي البعيد، ينافح عنه ويستمد منه الأمثلة، ولعل تلك الحالة تسببت في ضمور الحركة التنموية، والاعتماد على المُستهلَك القادم من الغير، بما في ذلك الفكر والثقافة. والمحزن أن كل ذلك كان يحدث في ظل توفُّر الكثير من المقومات الحياتية التي كانت ستُسهم حتماً وبدرجةٍ عالية في الإبداع والابتكار والإنتاج، كالثروات الباهظة والتقدم التقني الهائل الذي يتسم به عصرنا الحالي، لكن مجتمعنا اكتفى بالاستهلاك لكل ضروريات الحياة وكمالياتها، وعطّل عقله في ممارسة الانبهار فقط بتلك المنجزات التي تتسارع من حوله.

وفي ظل تلك الحالة المجتمعية الضامرة، التي لا يرضى بها ذو عقلٍ ناقد، برز لنا شاب منحه الله -سبحانه- رجاحة العقل ونبوغ الفكر ودلالات الحكمة وفن القيادة، ليكون لنا نبراساً يضيء لنا شموع المستقبل، ويحمل لنا الكثير من الآمال والطموحات والتطلعات، ليُحوِّل بوصلة حياتنا من الاتجاه إلى الماضي بما فيه من جمود وضمور إلى الاتجاه إلى المستقبل، بما فيه من نضجٍ وحيوية وتسارع حضاري طال كل المكونات الحياتية. وها نحن ندلف إلى تلك المرحلة المضيئة -بإذن الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله-، وولي عهده الأمير المبدع محمد بن سلمان، الذي خطف أنظار العالم بفكرهِ وحماسهِ وحسن تدبيره وتوجهاته الكريمة، التي تحمل لشعبه الكثير والكثير من الطموحات والتطلعات المبهجة. وها هما -رعاهما الله- يبدآن عملاً من خلال ما وضعاه من رؤيةٍ طموحة وبرامج هادفة ومشاريع عملاقة تحمل جميعها بناء الإنسان وتنمية المكان باتجاه المستقبل فكراً وإنتاجاً، ويقيني أن مملكتنا الحبيبة بعد عقدٍ من الزمن ستكون في مصاف الدول المتقدمة، وستكون دولة منتجة لا مستهلكة، وسيتحوَّل حراكنا التنموي إلى البناء من الداخل بسواعد أبناء الوطن، ودعم قادته من خلال استثمار ثرواته التي تحملها أرضه المباركة، وستكون تلك الثورة الحضارية نبراساً للغير ومثار حديث العالم ونموذجاً يحتذى به، وإنا لذلك لمنتظرون. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»