الاسْتِلاب!!

طرح إريك فروم Erich Fromm ، في كتابه (حب الحياة) سؤالا جوهريا.. هو: هل هناك أسباب نفسية واجتماعية تجعل الناس غير قادرين على رؤية تعاستهم، وعلى مقاومة هذه الأخيرة؟.

***


واستعمل فروم مفهومين ماركسيين للإجابة عن السؤال هما: الاستغراب/الاستلاب، أو الاستغراب الذاتي. فبإمكان الإنسان -وفق فروم- أن يعيش من قوته الذاتية، لكن هناك متطلبات اقتصادية وثقافية واجتماعية تؤدي به نفسيا إلى التغريب/الاستلاب، إلى فقدان الطريق إلى ذاته، وإلى الطبيعة، وإلى الناس الآخرين.

***


والاستلاب هو وقوع الكائن العاقل، الذي يمتلك حيِّزا من التفكير العادي، والمتفاعل مع محيطه بالضرورة، في موقع الأَسْر الكلي، وشبه المطلق، لفكرةٍ ما، تُشكِّل محور حياته التي يبني عليها مواقفه من الحياة، ويستبعد غيرها من الأفكار مهما بلغت رجاحتها. والإنسان المُستلَبُ يفقد القدرة على الخروج خارج الصندوق، فيعطي عقله «إجازة» مفتوحة، فيتوقف نموه الفكري وملكاته الإبداعية. مثل هذا الكائن لا يملك القوة من ذاته وفي ذاته، فيفقد القدرة على الإنتاج والتطور والتفتح، وبالتالي يفقد القدرة على إدراك معنى الحياة الإنسانية التي تعطيه السعادة أو تجلب له التعاسة.

***

وتصف مقولة ديكارت الشهيرة «أنا أُفكِّر، إذا أنا موجود» -في رأيي- حالة ستيفن هوكينغ. فقد جعله تفكيره، وإحساسه العالي بقيمة الحياة يتسامى فوق كل شيء، ويعيش حياته بكل ما فيها من ألمٍ.. وعزيمة.. وإصرار.. وحب، فقد تحدَّى الرجل كل إعاقاته، ليس فقط ليعيش ويُحب، بل ويصبح أحد أهم العلماء المشهورين في العالم، فقد كان أقرانه يُشبّهونه بعَالِم فَز آخر هو آينشتاين.

#نافذة:

استطاع ستيفن هوكينغ أن يُحقِّق ما عجز عن تحقيقه الأصحاء من الناس!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»