سامر.. وديما!!

من تحت ركام الأحداث، ومحاولة جرّنا كمجتمع للانغلاق والتشدّد وجلافة الحياة.. لابد أن تخرج علينا بين حينٍ وآخر نبتة إنسانية، والتقاطة حياة.. هكذا فجأة تكتشف أنك تُكابر نفسك، وأن قصص الإرهاب التي كتبتُها في مقالاتٍ سابقة، ما هي إلا أرقام صغيرة في مجتمعنا، وأن هناك نماذج من أبنائنا في كل مكان نفتخر بهم، لقد سطَّرتُ عدداً من المقالات عن شاب هنا يُفجِّر مسجدًا، وشاب هناك يقتل أمه أو أباه، كتبتُ وندّدتُ بكارهي الحياة بيننا، لكنني نسيتُ أن أكتب عن النماذج المفرحة من شبابنا، لا أحد يعرف ذلك إلا مَن يقترب منهم ويقتربون منه، حينها سيطلّون عليك من حجرات القلب.

سامر ابراهيم كردى.. واحد منهم، تعثَّرتُ بحكايته مصادفةً.. فـ»سامر» شابٌ سعودي ظهر في قنوات التواصل الاجتماعي والميديا، داعمًا لزوجته في صراعها مع السرطان، من خلال تضامنه مع أصدقائه المقرَّبين، في حلق شعر رأسه أسوةً بزوجته، حينما فرض عليها المرض ذلك.. وهي وإن كانت التقاطة عابرة عند البحث، إلا أنها تعكس حالة أخرى من التضامن النفسي، وتُمثِّل تَغيُّراً نوعياً وجوهرياً في سلوكيات شبابنا.. هكذا مع الفجر، يحلقون شعرهم تضامناً مع «ديما» زوجة «سامر كردي»، التي أصيبت بالسرطان، لهذا سأقول: إن الصبح هنا يتنفس في وطني، وتنقشع عن وجهه الأقنعة البالية، حيث يقف شبابنا مع زوجاتهم في السراء والضراء، فلا يستمعون منهم إلا إلى لغة التشجيع، ينبعث منها التفاؤل، ما زال في شبابنا الخير والقِيَم المعنوية للإنسان، كنتُ أستمع إلى الزوج «سامر كردي» مستغرقاً في مسافات الزمن والصمت، يمتص الهواء النقي والجمال من دعمه لزوجته «ديما»، وكل لحظات الاطمئنان تسكن حروفه الممزقة؛ بين الأمل والدعم، بين الوفاء والحلم.


شفاك الله يا «ديما»، وبارك الله لنا في شباب الوطن.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»