فوائد المشككين والمحبطين

لعل كثيرين يُحبون دوماً أن يتفق الناس معهم في أفكارهم، ويدعموهم في قراراتهم ويُهلّلون لكلّ أعمالهم، فذلك من هوى النفس ومباهجها، ويُعطي دعماً نفسياً وثقةً في الذات، لكن الحقيقة أن كثيراً منا -وبشكل خفي- يرون ذلك أقلّ جاذبية وتشجيعاً، فنحن -بشكلٍ عام- نتوق إلى التحدّي ونحتاج إلى شكّ بعض الناس في قدراتنا وإمكاناتنا، لمجرد أن نُثبت لهم أنّهم على خطأ!.

في حقيقة الأمر، وباستثناء بعض المُصابين بالنرجسية المَرَضية، لا نودُّ أن يكون كلُّ مَن حولنا من الناس في صفّنا، أو ممن يثقون في طاقاتنا وذكائنا، ويشجعوننا دوماً على تحقيق أهدافنا العالية مهما كانت، بل نحتاج في بعض المواقف إلى من يشكّ في قدْراتنا، ويصل الأمر أحياناً إلى حاجتنا للشك في أنفسنا، والتردّد في تقييم ذواتنا ومدى إمكانية تحقيق إنجازاتنا الطّموحة والمأمولة، فالإنجاز مع لمسة الترقّب والتردّد، يبدو أجمل وأحلى طعماً بعنصر المفاجأة التي تغمرنا وغيـرنا عند الوصول للهدف الصعب.


الفكرة المُثيرة تكمنُ بمنتهى البساطة، في الشعور العارم بتحدّي الآخرين والتعرّض لسخرياتهم، في مواجهة عددٍ من الاحتمالات المُضادة لأهدافنا، وبعض المُشككين في طاقاتنا وغيـر المُصدّقين بقدراتنا، الذين قد يكون أعماهم الحسَد أو الجهْل أو ضعف البصيرة عن رؤية حماسِنا وأفكارنِا وإصرارنِا، فيصبح شكُّهم دون وعي منهم ولا منا، وقوداً يُفجر مزيداً من طاقاتنا الكامنة، ويُشعل جذوة الإبداع، ويَبعثُ في دواخلنا إصراراً على تحقيق ما شكّوا في تحقيقه من إنجازات مُلفِتة، ويهدئ من روْع تردّدنا في المُضي قُدما والتوكّل على الله للوصول لأهدافنا المهنية والأكاديمية وغيرها، استناداً على المنطق السّليم والتدريب المُستمر والأخذ بالأسباب، ثـمّ الاستمتاع في نهاية المطاف بالشعور اللذيذ بقهر المصاعب والتغلّب على تثبيط المُحبِطيـن الذين لم يوافقونا الرأي والرؤية، والابتهاج بتجاوز انتقادات الجهَلة والمُتعصّبين، الذين لم يُمكنهم لمس عزيمتنا القوية، والوقوف في النهاية بفخرٍ أمامهم وأمام أنفسنا، فقد كان لهم فضلٌ كبير في إلهاماتنا والإيمان بذواتِنا، وتشجيعنا على مزيد من النجاحات، وحثنا على إثبات خطأ توقعاتهم ومُراهنتهم على فشِلنا.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»