التحول الاقتصادي والظروف المؤثرة

أسواق النفط أرسلت ولاتزال ترسل إشارات إيجابية حول اتجاهات سعر برميل النفط، وزيادة السعر تَوجُّه واضح، ويبدو أن النفط الصخري بدأ تأثيره في الانخفاض. وبالنسبة لنا في السعودية تعتبر زيادة السعر ارتفاع لمدخول الدولة ونموّه، الأمر الذي يعني زيادة في قدرة الدولة على الإنفاق، وبالتالي تسريع برامجها، التي تعني تحقيق البرامج المختلفة، والتي يفترض أن تنعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي السائد في السعودية، وبالتالي تحسّن في المناخ الاقتصادي، وسرعة تطبيق البرامج الاقتصادية المختلفة. لا يتوقع أن تتراجع الدولة عن خططها وسياساتها التي أرستها لمعالجة بعض النقاط التي نُظِرَ لها على أنها سلبية سابقاً. فالهدف من تطبيقها ليس تذبذب الدخل من الموارد الريعية، وإنما بغرض تصحيح وضع قائم. وتعديل نقاط قصور في آلية عمل الاقتصاد، وتوجيه الموارد التي تمتلكها الدولة في وجهتها الصحيحة، لتحقيق المنفعة العامة والرؤية المستهدفة من جانب الدولة، وأحد أهم أهدافها: التحوُّل من الاقتصاد الريعي.

الظروف الحالية والمتوقعة في ظل تحسُّن أسعار النفط كمتغيّر حاليا، مهم لموارد الدولة، ولها إفرازات إيجابية لاشك على المدى القصير. ولكن ما يهمنا هو التحوُّل الاقتصادي المستهدف، وسرعة تنفيذه، من خلال مختلف المبادرات والبرامج الموضوعة لتسريع نمط التحوُّل، والذي يُعوَّل عليه بدرجةٍ عالية، فالصناعات القائمة والمستقبلية لاشك أن هناك حاجة ماسة لها. فالاقتصاد السعودي وبمختلف درجاته يحتاج إلى وجود وتطبيق التحفيز، حتى يتم تعويضه من المتغيرات، ومختلف الأنظمة المطبقة. فالهدف هو تغيُّر الاتجاه السابق -والذي أثَّر سلباً مِن قَبْل- من خلال إيجاد مخارج تعطي نوعا من الإيجابية، وتُعوِّض المزايا المفقودة. فالفترة القادمة تحتاج إلى نوع من تسريع الرتم، خاصة وأن هناك عوامل إيجابية حدثت بفعل ارتفاع دخل الدولة من النفط.


لا شك أن السعودية مُقبلة على تحوُّل كبير على مختلف الأصعدة، نتيجة لوجود وضوح ورؤية ورغبة في التغيير، وكتابة خارطة التنمية للعقود القادمة.. ولاشك أن تفعيل وتنشيط وتشغيل الموارد البشرية الوطنية وإتاحة فرصة تكوين جيل من المبادرين؛ ضرورة ملحة للفترة القادمة، لأن جزءاً كبيراً من التحوُّل وتنشيط القطاعات الاقتصادية يعتمد عليهم لبناء الحقبة القادمة في بلادنا.

الفرصة من المهم استغلالها وإخراجها حيّز التنفيذ، والتباطؤ لاشك سيُؤخِّر عملية التحوُّل، ويجعلها تتم خلال فترة طويلة، ونحن أحوج ما نكون لتقصيرها.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني