مهاتير محمد.. معشوق الماليزيين

مهاتير محمد الذي اعتزل السياسة قبل خمسة عشر عامًا في 2003م، والبالغ من العمر ٩٥ عامًا، كان رابع رئيس وزراء لماليزيا، استمرت رئاسته للوزراء خلال الفترة من عام ١٩٨١ إلى عام ٢٠٠٣م، وتعد أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وكذلك في آسيا. هذا الرجل جعل ماليزيا من أكبر اقتصاديات العالم ووضعها على المسار الصحيح؛ إذ تحوَّلت ماليزيا في عهده من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة، يُسهم قطاع الصناعة والخدمات فيها بنسبة ٩٠٪‏ من الناتج المحلي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة ٨٥٪‏ من إجمالي الصادرات.

واللافت للنظر أن نحو ٢٥٪‏ من سكانها كانوا يعيشون تحت خط الفقر، إلا أن وحدة البلد، والتعليم، والزراعة كانت من أهم مراحل التحوُّل لمهاتير محمد. واليوم فقد استغاث الشعب الماليزي بمهاتير محمد بعد توجيه تهم بالفساد لرئيس الوزراء السابق «نجيب إبراهيم»، ليعود مهاتير رئيسًا لوزراء ماليزيا بعد ١٥ عامًا من اعتزال السياسة، وفي خمسة أيام فقط، أمر بالقبض على رئيس الوزراء السابق نجيب إبراهيم، والقبض على ٩ وزراء آخرين، كذلك قام بإغلاق المجال الجوي والبحري حتى لا يهرب المفسدون، أيضًا جاء القبض على ١٤٤ رجل أعمال بتهمة الفساد، والقبض على ٥٠ قاضيًا بذات التهمة، والقبض على ٢٠٠ شرطي؛ لاتهامهم بالفساد أيضًا، وأعاد ٥٠ مليار دولار إلى الخزينة الماليزية، ثم بعدها بدأ بتخفيض الضرائب اعتبارًا من أول يوليو. ولقد لقي خطابه الذي ألقاه ترحيبًا شعبيًّا كبيرًا، تم تناقله في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وهو خطاب يستلهم كثيرون حول العالم منه الدروس والعِبر، ويجعلهم يحتذون بالتجربة الماليزية في عهد مهاتير محمد، حتى يتم الانتقال من عصور العتمة والظلام إلى عصر التنوير والحداثة، وقد جاء فيه التأكيد على توجيه جهود الأمة والطاقات إلى الملفات التي تهم الشعب الماليزي، ومنها: الفقر، والبطالة، والجهل، وعدم الانشغال بالأيديولوجية، ومحاولة الهيمنة على المجتمع، وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية معينة لن يقود إلا لمزيد من الاحتقان والتنازع.


إن تقدُّم المجتمعات المسلمة يحتاج إلى قياداتٍ تدفع بشعوبها إلى الأمام، وتُحارب الفساد، ولا تخشى في الله لومة لائم، ومهاتير محمد يُعد نموذجًا تحتذي به الدول النامية؛ لما أحدثه من نقلة حداثية لماليزيا جعلتها من أكبر اقتصاديات العالم، ووضعتها على المسار الصحيح.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني