عوامل السعادة الاجتماعية

أختصر رؤيتـي الشخصية حول «مفهوم السّعادة» من خلال اطلاعي وتجاربي، في حين أجزم أن نقاشاتٍ حول أسباب وماهية السعادة لن تنتهي أو تحظى باتفاق عام، فالسعادة نسبية تختلف من شخص لآخر ومجتمعات لأخرى، على الرغم من الأطر العريضة والرؤى المُشتركة.

وبعيداً عن المِثالية المُفرطة، أو الإغراق في الحديث عن عوامل نفسية مثل الرضا والإيـمان بالله والتسامح، أو توفّر الصّحة الجيدة، أو السعي وراء هدف حياة وغيرها من المُتّفق عليها، فللسعادة أسبابٌ أخرى لا تقل أهـمية، فمن ملاحظات الدراسات، يُمكن للمال حقاً أن يشتـري السعادة!! فهو يعزّز الشعور بالثقة في النفس والتمكّن والاستقلالية، بتسخيـره لشراء الوقت وتوفيـر فائضٍ من ساعات اليوم لممارسة الهوايات وتعزيز الرفاهية والاسترخاء، كما يحصل لمن يمتلك فائضاً مُعتبـراً من المال يمكّنه من السّفر للاستجمام والراحة دون ضغوطات مُرهِقة، والحصول على خِدْمات رعاية صحية مِثالية وتعليمٍ مُتقدّم له ولمن يعول.


وإضافةً إلى المال الوفير، فالسّعادة مرتبطةٌ بالبيئة الاجتماعية المُحيطة بالشخص، وبمدى سعادة من يُجاورهم ويتواصلُ معهم، إذ يبدو أن السّعادة تنتقل بالعدوى بيـن الأشخاص في مُجتمعات تتوفر فيها عوامل احترام كرامة الإنسان وأمنه وأمانه، وتوفير قوت يومه بعمل مناسب وفرصٍ مُتكافئة وضمان مستقبله الوظيفي، في جو من التعاون الاجتماعي وبذل الخير للناس، وتطبيق أنظمة تحميه من التعدّي والظلم، وبمعنى آخر، تحقيق السلامة والعدالة والرفاهية الاجتماعية.

وبحسْب تقارير، يبدو أن التعامل مع دائرة أضيق من الأصدقاءِ والمَعارف توفر ما يحتاجه الإنسان من تقديرٍ واستحسانٍ شخصي، والتواصل مع مجموعة مُختصرة من الناس حول اهتمامات مُشتركة وبمستويات مُتقاربة من الذكاء الاجتماعي بعيداً عن الصّخب والشُّهرة، من أسباب التمتّع بمستوياتٍ مرتفعة من السّعادة والارتياح النفسي.


وعلى الرغم من أهمية الـمال، فإن إتاحة الوقت للشعور بالسعادة أهمّ من جعلها هدفاً بعيد المنال، كما أن تـحقيق التوازن في صرف الوقت في العمل، والترفيه، والعُزلة، والتواصل الإيـجابـي مع الناس، وتقدير مشاعر السعادة، وممارسة الرياضات الروحية والامتنان لكثيـر من النِّعم، من أساسيات الشعور بالسرور، فالسباق المحموم في سبيل مزيدٍ من عوامل السعادة الـمادية، يُمارس ضغطاً كبيـراً على الـمشاعر والانفعالات، وقد يحرِم الإنسان من الوقت المطلوب لـمُمارسة هوايات تـُعزز شعورَه بالنشوة والهدوء النفسي.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»