«الكوسة» والحياة!!

الخيار، والكوسة، والقرع، والبطيخ ومشتقاتها أصبحت ليست مجرد فواكه وخضروات لها فوائد غذائية، بل امتدت لتجد لها مكانة مميزة في أكثر الدوائر الحكومية في أغلب البلدان العربية.

****


هذه المكانة الراقية لهذه الأنواع المميزة من الخضروات وعلى رأسها «الكوسة» جعلت باحثة فى جامعة «ويسترن ميتشيجان» الأمريكية تقوم بدراسة خاصة بعنوان: «الفساد فى مصر: تأثير الكوسة على النمو الاقتصادى والاستقرار السياسى»، تساءلت فيها عن سبب توغل و»تغوُّل» الكوسة إلى هذا الحد فى حياة المصريين؟!

****


إن عبقرية مصطلح «الكوسة» الذى اخترعه المصريون للتعبير عن الفساد، كما ترى الباحثة آشلى أوبرمان، يختلف عن كل تعريفات الفساد الأخرى، فهو يشمل كل أنواع الفساد: من القمة إلى قاع المجتمع. لكنه فساد مُنظم من أهم قواعده:

- «الناس يفسدون بالقدر الذى يسمح به النظام».

- «كلما ضعف النظام كلما أغرى ذلك المسؤول للبحث عن مصادر إضافية للدخل، ما يعني انتشاراً أكبر للفساد».

- أن «الكوسة تنتشر دائماً من القمة إلى القاع.. فتأثير الفساد أو الكوسة فى المجتمع، يتكون بطريقة أشبه بكرة الثلج. يبدأ من قمة المؤسسات الحكومية وينحدر ليصل إلى المستويات الأقل فى السياسة والاقتصاد والأعمال».

- أخطر ما جاء في الدراسة هو ما أكدته الباحثة من أن «الكوسة تتغذى على الكوسة».. بمعنى أن الفساد أقوى من القانون!!

- رغم كل ما يصدر من تشريعات إلا أنها تظل «مطاطة، مبهمة، متقلبة ومتغيرة المعانى بحيث لا تسمح أبداً بالإمساك بالفساد بشكل حاسم».

****

الدراسة مثيرة ومؤلمة خلاصتها: أن «الكوسة عندما تدخل فى مجتمع لا تخرج منه.. فمن يجرب الكوسة لا بد أن يعود إليها من جديد»!!

#نافذة:

«عندنا لن يكون هناك حساب رغم إننا نعرف الجناة، بالصوت والصورة والعنوان، وعلى رأى كاتبنا الراحل إحسان عبدالقدوس.. يا عزيزى كلنا لصوص!!».

فاروق جويدة

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»