حقوق الإنسان.. وجهة نظر غربية

لا نشك لحظة في أن حقوق الإنسان من أهم ما يجب العناية به في المجتمعات الإنسانية، ولكن هذه الحقوق ليست كلها حقوقاً إنسانية متفقاً عليها بين الأمم، فمثلاً بعض المجتمعات ترى أن من حقوق الإنسان ألا يُعدم وإن ارتكب ما يوجب قتله، ففي الإسلام القاتل العمد يجب في حقه القصاص: يعني أن يُعدم، ومجتمعات إنسانية كثيرة لا ترى أن حق الرجل أو المرأة الممارسة الجنسية خارج إطار الزواج المشروع، وبالتالي فمرتكب الزنا له عقوبة في الشريعة الإسلامية مقررة، كذلك الممارسة الجنسية بين رجلين فيه ممنوعة. وفي بعض المجتمعات غير المسلمة أيضاً ترى بشاعة هذا الفعل، لكن كثيراً من المجتمعات الغربية تراه حقاً لهما إنسانياً، وتحرص أن تحميهما إذا فعلا ذلك، وتمنع أن يعاقبا بأي عقوبة كانت، حتى إن بعض الوزراء في الغرب له زوجة من الرجال!. وقضية الحقوق تتوه لا في الشرق فقط، بل وحتى في الغرب، فقد تعاقب قوانينه ما هو مشروع عند الأمم الأخرى مثل تعدد الزوجات، ورغم هذا فالغرب لا يرى من حقوق الانسان التي يجب أن تراعى إلا ما تراه ثقافته أنها حقوق للإنسان في مفهومه لا مفهومهم، وهذا حتى لو كانت مجتمعات أخرى تراها جرائم يجب القضاء عليها. والغرب منذ زمن طويل، اتخذ من ما أسماه حقوقاً للإنسان وسيلة ضغط على بعض الدول التي يحكم على سلوكها من خلال أديانها أو ثقافاتها أنها عدوة لحقوق الإنسان، وهذا الأسلوب طغى وللأسف على مجالس حقوق الإنسان وإداراتها في الأمم المتحدة، وأصبح تبعاً للثقافة الغربية، وذلك أن المتحكم في أهم مؤسسات الأمم المتحدة المؤثرة، وهو مجلس الأمن لا يُتخذ فيه قرار ما لم توافق عليه ثلاث دول غربية، هي المملكة المتحدة (بريطانيا) وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعل هيئة الأمم المتحدة دوماً منحازة الى دول معينة، وتقف ضد دول أخرى، ولن تستطيع أن تكون حكومة العالم وهي بهذا الانحياز، وهذا ما نراه في قضايا العدل الإنساني ظاهراً، فدولة كإسرائيل لا يمكن أن تدان في قضايا كثيرة أساسها العدل، لأن حق الفيتو يقف في وجه اتخاذها، وترتكب دول عظمى ما شاءت ضد الآخرين وهي آمنة أن تتخذ قراراً ضدها؟. ورغم أن هذه القضية من الأهمية بمكان، فحتى يوما هذا لم يستطع أحد أن يغيرها رغم عدالة التغيير، واليوم عالمنا يضطرب وتحدث فيه المظالم ما لا يستطيع أحد أن يقف في وجهها لأن النظام العالمي فاشل في توفير العدل، وإذا كان العالم اليوم يريد أن يوفر العدل لكل أممه فعليه أن يتخلى عن هذا النظام الظالم، فهل يعقل؟ هو ما نرجوه.. والله ولي التوفيق.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»