أولئك يمتصون دماء شبابنا!

* عندما يُفكر أحدُ الشّباب السّعُوديين بـ(الزّواج) فإنه بالتأكيد يَغْبِطُ (أهل الهِنْد)؛ لأنَّ العُرْفَ عندهم أو عند معظمهم أن وَالِد الفتاة هـو مَن يَتَكَفّلُ بكلّ المصاريف، كما أنه سيتذكر أيضًا (شَعْبَ مِصْر)؛ لأن من عاداتهم الطيبة أن أُسْرةَ الزوجة تُسَاهِـمُ ببعض أثَاث ومُسْتَلزمَات عِشّ الزوجيّة؛ مساعدةً منها للعـريس المسكين؛ وبحثًا عن استقرار الحياة المستقبلِيّة لِبِنْتهِم.

* الشّاب السّعُـودي بعد تلك الجَـولَة الفكرية القصيرة يعود لواقع مجتمعه؛ حيث هـو المُجْـبـرُ على تكاليف الزواج من الألف إلى الياء، طبعًا هـذا غير المَهـر الذي يَـصِل لعشرات الألوف من الريالات؛ بل وهو مُلزم بهَـدايا لعائلة زوجة المستقبل، وربما حتى لجيرانهم، وجِيران جِيرانهِم!!


* تلك العادات، وأطماع واشتراطات بعض أولياء أمـور الفتيات ليسَت وحدها مَن تَمْتَصّ دماء ذلك الشّاب الغلبان؛ فهناك أولئك الذي لا يرحمون أعني (أغلب مُلاّك قُصُور وقاعَـات واستراحات الأفراح)، الذين يضعون لـ(ست سَاعات من ليل أو أقَـلَّ) أسعارًا جنونية تَتَحَدّى العقل والمنطق، فقد تتجاوز المائة ألف ريال؛ يفعلون ذلك دون حسيب أو رقيب أو تَصْنِيف واضح، أو متابعة من الجهات المختصة!!

* صَدقُوني مثل تلك العادات البالية، وذلك الجَـشَع، والأوضاع الاقتصادية المُتَردّيَة التي تُحيط بكثير من شبابنا سبب رئيس لإحجامهم عن الزواج أو تأخرهم في تنفيذه، ومن ثم تأتي (العُـنُوسَة) التي تُعَانِي منها شريحة كبيرة من فَتَيَاتِنا!


* أيضًا تلك الممارسات التي تُلقِي الأزواج في أَسْرِ الديون والأقساط وهم في مُقتَبَل أعمارهم من الأسباب المهمة لارتفاع نسبة الطــلاق؛ لِتتجاوز 46300 حالة سنويًّا؛ حيث تُصدر المحاكم خمسة صُـكوك كل سَـاعة، كما أكّد ذلك تقرير بَثّتُه صحيفة (المدينة) الأسبوع الماضي.

* وهنا الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة والجامعات مطالبة بالبحث عن معالجة تلك الأزمات، عن طريق الدراسات الميدانية والتطبيقية، والحملات التوعوية التي تستثمر المنابر الدينية والتربوية والإعلامية كافة، وكذا القرارات والإجراءات التّصحِيّحِيّة.

* أخيرًا حَبِيبَـتِي مدينة النّور والإنسانية (المدينة المنورة) حاضرة في ميدان المبادرات والأولَوِيّات الإيجابية، فكم أتمنى أن تَتَبَنى (إِمَارَتهَا) المتفاعلة دائمًا مع كل ما يَخْدم المجتمع المَديني إطلاقَ حملة في هذا الإطار، مع محاصرة غـلاء قصور وقَاعات الأفراح بِتَصْنِيفَات وأَسعَار عَـادِلَة، وكذا بإيجاد بدائل بأسعار رمزية في حدائق طيبة الطيبة وميادينها؛ لدعم ذوي الدخل المحدود والمفقود من الشّبَاب.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني