تحديد المسار

في اعتقادي، لو أن وزارة التعليم تعتمد الأنظمة والبرامج المساعدة لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية على تحديد ميولهم ورغباتهم وقدراتهم، وتطالب المدارس الثانوية (بنين وبنات) بتنظيم وعقد ورش عمل لهذا الغرض، يحضرها ويشارك فيها الطلاب، ستكون مبادرة إيجابية تصب في مصلحتهم، وتُمكّنهم من التعرُّف على المجالات المناسبة لهم، والتخطيط لمستقبلهم العلمي والعملي.

تلك البرامج والأنظمة تختلف عن الاختبارات التي يُجريها مركز قياس (اختبارات القدرات والاختبارات التحصيلية.. وهي أنظمة تُعرف بتحليل السمات والقدرات والميول الشخصية، تساعد الشباب من الجنسين في هذه المرحلة على التعرف على ميولهم وإمكاناتهم ونقاط القوة والضعف لديهم، والمجالات الأنسب لهم.


وبالتالي تعد بمثابة استثمار في اتجاهين، استثمار الطلاب والطالبات لوقتهم وجهودهم والتوجه إلى المسار الصحيح المناسب، واستثمار للجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية من حيث تقليل تكاليف التسربات التي تحدث نتيجة الصعوبات، التي يُواجهها الطلاب في التخصصات والمجالات التي يلتحقون بها، والتغيير والتنقُّل من تخصص لآخر أو من كلية إلى أخرى، فمن الواقع كثير من الطلاب عندما يلتحقون بالدراسة الجامعية خاصة، لا يعرفون ماذا يريدون، أو التخصص الذي يناسبهم، البعض منهم يسير وفق رغبة أسرته، والبعض يسير وفق توجه زملائه وأصدقائه... وهكذا.

كما أن ذلك يُمكّن لاسيما الجامعات من التخطيط للسعة الاستيعابية في الأقسام الأكاديمية والشُّعَب الدراسية، وتوجيه الاستثمار والإنفاق، والتركيز على تخصصات معينة أكثر من غيرها، مما يساعدها على توجيه مواردها التوجيه الأفضل.


مثل هذه الاختبارات أو البرامج تنير الطريق للشاب في مرحلةٍ مهمة من حياته، التي ينتقل فيها من مرحلةٍ إلى أخرى، هي حاسمة بالنسبة له، ونتائجها تُوفِّر له- على المستوى النفسي- تصالحًا مع ذاته، واستكشافًا لميوله، والتعرف على كوامنه، وبالتالي يدخل هذه المرحلة، سواء أكمل مشواره التعليمي في الجامعة أو غيرها، وهو أكثر ثقة ومعرفة بنفسه.

مثل هذه التحليلات تجريها حتى كبريات الشركات ومنظمات الأعمال، سواءً عند التوظيف أو حتى لمنسوبيها وموظفيها لتمكّنها من استثمار مواردها البشرية، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، كما تتيح لها مؤشرات لجوانب التطوير وتحديد الاحتياجات التدريبية للعاملين فيها.

أتمنى فعلاً أن نخطو هذه الخطوة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»