أكاديمية متفرّدة

دعوة إنسانية كريمة تلقّتها جمعية إبصار للمكفوفين من السيدة نوال الراجحي، القائمة على المشروع الوطني الإنساني (أوقاف الراجحي)، بغرض عقد فعالية «ملتقى» للتخطيط والنقاش حول إنشاء أكاديمية متفردة وجديدة من نوعها في العالم العربي، تختص بالمكفوفين في كل شؤونهم وشجونهم معًا.

هذه الفعالية حدثت في الرياض، تلك المدينة التي أحببتها دائمًا، وعرفت من زياراتي المتكررة لها كيف أن ثمة أماكن تفتح لك ذراعيها، وأماكن تغادرها دون أن تنظر خلفك.


في مدينة الرياض، اتيحت لي المشاركة في هذا الملتقى الذي حمل عنوان «الكفيف ما له وما عليه»، وكانت فرحة إخواننا المكفوفين بالمشاركة لا توصف، كذلك ولدت فيه الأفكار المثمرة والأحلام الطامحة للتحقيق، حيث يكتب الزمان ولادة أكاديمية للمكفوفين تعتني بهم في كل شأن. فهي ستؤهلهم لسوق العمل وتعتني باحتياجاتهم، وتزيل معوّقاتهم.

المدهش في الأمر أن اللقاء لم يكن علميّا وجامدًا، بل كان إنسانيّا خالصاً، ومثل هذه اللقاءات الإنسانية ترفع سقف الأحلام والطموحات دائماً.


كانت السيدة نوال تجلس على كل طاولة، تتحدث مع الكفيفات، وتستمع لهن، فتخبو كل الأحاسيس الأخرى، وتتبدل كل المعاني. إنه، بمعنى آخر، الاحتواء، ومحاولة خلق ضوء آخر لدى الكفيف، ضوء أكبر من انعكاس الأشياء في عينيه.

الحنان بحر لا قرار له، وهو، في ذات الوقت، جبل، حين تتسلق قمته يلقي بك في أحضان الشمس.

كنت أثناء الملتقى وبعده أتمتم بأمل وغبطة، وأحدث نفسي بأن الأيام ستمر، ونشهد، بإذن الله، ذلك اليوم الذي ترى فيه هذه الأكاديمية المتفردة النور، طالما بيننا من لا يزال يفكر بعقله وينفذ بقلبه، كما تفعل الأخت الكريمة نوال الراجحي.

لقد وجدتها دائمًا أنبل من عقل، وأرق من قلب.

كلنا ثقة وأمل بتحقّق كل تلك المشاريع الإنسانية الخلاّقة ومن بينها حتمًا هذه الأكاديمية المأمولة للمكفوفين. 

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»