مهما كبرنا.. يصغروا!

من يعرفني جيداً، يعرف أنني عاطفية في تربية الأولاد والأحفاد، الفترة الطويلة التي منحني الله أن أعيشها معهم، أثَّرت في روحي كثيراً.

ومن هنا حدث أن فقد ابن صديق لنا (عدي) جوازه خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرياض، وكنتُ لم أقابله قبلها منذ أن كان يدرس في الثانوية، إجراءات استخراج الجواز أخذت أسبوعًا، لكنني لاحظتُ ولمستُ تعلُّق (عدي) الشاب بوالده، وتواصله معه في أمريكا ليُرشده في كل خطوة يخطوها، وكأنه ذلك الطالب في المراحل الدراسية الأولى، على الرغم من أنه أتى إلى الرياض خبيرًا للعمل مع كبرى الشركات المحلية.


تجربة (عدي) منحتني طمأنينة إنسانية، وغسلت أمطارها أعشابي، علَّمتني الكثير، علَّمتني أن أبناءنا مهما كبروا وتعلَّموا، يبقون أولادنا الصغار، مع علمي التام أن الحياة فيها كل يومٍ شروق وغروب.

لذا كانت سعادتي لا تُوصف بأن عثرتُ على ابن صديقنا بعد غياب سنوات عن بلاد الخليج، وعن طفولته فيها، أحسستُ وكأنني قبضتُ على كنزٍ إنساني في روح أعياها التعب، يتحدَّث (عدي) بأبسط العبارات عن بلاد الخليج، ويقول: أود أن أعمل عمرة لوالدي، عباراته تتسلل إلى القلب كعسجد، ينزل الدرج الحجري ويغيب في النفس.


جدية ما يقوله ذلك الشاب الذي تعلَّم وعمل في أمريكا، واضحة، فهو يبذل مجهودًا كبيرًا لإيصال حُبّه لذلك الوالد العظيم، أقول قولي هذا متلعثمة ومتأمِّلة، حيث يكبر الأبناء وينجبون، لكنهم يبقون أولادنا الصغار.. الذين لا يُغادرون طفولتهم في أرواحنا مهما كبروا.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»