رصيد العطاء

العلاقة التي قوامها الحب والمحاطة بالاحترام والتقدير تستوعب كل شيء.. تستوعب الفهم تصريحاً وتلميحاً، للظاهر والمختبئ، كما تستوعب التفاهم والتراضي على أي اختلاف واحترام كل طرف لرغبات ووجهات نظر الآخر بكل الود والامتنان. مثل هذه العلاقة تكون مدفوعة بالمبادرة والاستعداد للعطاء دون حدود من أجل الآخر، ومحصّنة بالحرص على حياتها ونمائها وازدهارها وسعي كل طرف على الحفاظ عليها والتمسك بها، وعدم السماح لأي مؤثرات المساس بها أو أن تسلبها شيئاً من بريقها وحيويتها.

في مثل هذه العلاقة تكون هناك مساحات شاسعة ولامحدودة من التسامح والاستيعاب والتماس الأعذار من كل طرف تجاه أي تقصير أو خطأ أو سوء فهم من الطرف الآخر، وشهية مفتوحة لتجاوز أي عثرة يصادفونها.


في مثل هذه العلاقة يكون رصيد كل طرف لدى الطرف الآخر بالموجب الفائض. رصيد كبير يجعلهم أثرياء في معاملاتهم المتبادلة، يقابله حرص مشترك على زيادة هذا الرصيد.

ويخطئ من يطفف في الميزان، فيكيل لنفسه بمكيال مختلف، مقدماً ذاته في الاعتبار ورغباته ومتطلباته في الأولوية، متجاهلاً ما يتطلبه الحب والود من الإيثار والعطاء عن قصد أو غير قصد، إهمالاً وعدم اكتراث أو متجرداً من مسؤوليات العلاقة. مثل هذا يرى الأمور والأشياء بصورة أشبه بشكل المثلث الذي تضيق مساحته من الأعلى وتتسع من الأسفل، يتوقع الكثير فيما يتعلق به ويقدم القليل فيما يتعلق بالآخر، يعتقد أن من حقه الحصول على أكبر قدر من العطاء والحقوق والامتيازات على قلة ما يقدمه، فهو حتى تفسيره وتأويله لشكل المثلث يكون مجحفاً أناني النظرة والنزعة. هذا النوع من العلاقة يصاب بالوهن والشرخ، وتتسع الفجوة والجفوة، فتتحول من الود والرحمة والمحبة وتصبح مجرد شكل من أشكال العلاقات لا أكثر، مفرغة وفارغة من أي معنى أو إحساس صادق أو شعور نابض.

أخبار ذات صلة

وطنٌ يسكُن القمّة دائماً
الجيش السعودي الثاني..!!
شذرات
التحول الصناعي
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه (3)
إلى أولئك الذين يحجون كذبًا!
يوم التروية.. «وجعلنا من الماء كل شيء حيٍّ»
مخبز الأمل الخيري.. مبادرة سعودية
;
ليه ما عزمتوني؟!
الحج المفتوح!
ومضات ‏على رحلة الحاج.. من الفكرة إلى الذكرى (2)‏
هل تخنق البروباغاندا الأمريكية دبلوماسيتها العامة؟!
;
أغرب الشائعات خلال العقد الماضي!
بعض الأصدقاء..
خدمات الحج: تجربة لا تُنسى
قليلٌ من الحياء.. يا أدعياء الشهرة