وجع الفراق

وجع الفراق، ومعاناته هو إحدى المشاعر، التي منحها الله للإنسان، هذا ما يحدث لنا كلما أُصبنا بنكسات الزمن، نحتفظ بذكريات كثيرة لمن فارقناهم، نستعيد وقوفهم بجانبنا، ضحكاتهم بيننا، أحلامهم لنا أو حتى أحلامنا بهم.. ثم لا نستيقظ إلا بصفعة الموت.. يا الله.

كل تلك الحياة الشاسعة المكتظة بالأيام والأحداث، لا تقيم الآن إلا بمتر ونصف من الأرض يسمى القبر.


كم يصفعنا الحنين لمن في القبور، لكنه قانون ذاكرة الإنسان.

وهذا ما حدث لي في هذه الأيام، وأنا أراجع رحلات أمي، ظهر لي وجه أمي النقي، لفَّني الزمان بضباب واقعة قديمة مع ست الحبايب، أعلمتني يومها أختى الغالية (خديجة) عن تقرير الطبيب عن عين والدتي، وسافرنا إلى بريطانيا. وما إن وصلنا حتى أحسستُ بحجم الخوف من عملية العين على وجه والدتي الحبيبة، وهي تراني أتحدث مع طبيب العيون، بدا لي وجه أمي كطفلة مذعورة، التقيتُ بالطبيب وتحدَّث بنبرة تأنيب، عن تأخير قرار العملية، تلك النبرة التي لا يجرؤ عليها غير الأطباء، غمغمات كانت تنطلق من حنجرته، الأمر الذي أغضب والدتي بعد الترجمة، وغضبت أمي وعندما تغضب، ينثني جلد جبهتها، وتتزاحم فيه التجاعيد.. في كل تجعيدة تاريخ، وفي كل تاريخ خارطة زمن، قالت بقسوة ونبرة حادة، سنعمل العملية ولا «يعنيني» ما قاله لك (هذا الخواجه)، امتلأت نفسي غبطة ورضا، وفرحت بشموخ أمي رغم ازدحام المشاعر في خاطري، شملت الفرحة كل كياني.


هذه واقعة من زمن أمي، لم أكن أستعيدها بكل هذه التفاصيل؛ لولا إلحاح الحنين عليَّ، وهذا تحديدًا ما أعنيه بمعاناة وجع الفراق!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»